غيرة البطل مروان الذي نسيها الجميع

كثيرا ما قرأنا عن أبطال حقيقيين وأبطال على ورق حولها من يكتب التاريخ من قطاع طرق إلى أبطال كما هي قصة صالح العلي الذي كان قاطع طريق ومجرم حوله حافظ أسد إلى مقاوم شرس وكثيرا ما غابت عن التاريخ قصص أبطال لم يذكروا حتى ولو على الهامش كقصة الفتى مروان كان اسم الفتى مروان مجهولا عند الجميع وكان إقدامه وشجاعته مثلا للجميع حتى ولو لم يدركوا حقيقته أو يروه رأي العين كان كأنه رجل  المقاومة لا يهتم بالإعلان عن نفسه وبأن ظل اسمه يتردد على ألسنة قلة من المجاهدين ولم يعرف عنه شيء إلا يوم أن قام بعملية جريئة قادها بمفرده كانت حديث الناس في كل أرجاء سوريا في تلك الفترة كان  مروان يواصل دراسته لتاريخ أمته فكانت تعجبه قصة العالم الدمشقي الذي استعان به البطل الناصر ليصنع له السائل الحارق الذي حقق من خلاله النصر على قوات الصليبيين وأحرق أبراجهم ولم يكن لينسى الفتى ما صنعه سليمان الحلبي حين ضحى بنفسه من أجل أن يقتل الجنرال كليبر قائد الفرنسيين في القاهرة في فترة من الفترات فكان لابد أن لايغيب عن ذهنه أمر يستطيع من خلاله أن ينتقم لوطنه من السفاح الفرنسي الأكبر بيجان مدير الأمن العام الفرنسي في دمشق الذي بالغ في اعتقال الرجال والشبان وراح يسوقهم في مجزرته في الاسطبلات حيث يلقون حتفهم بيده رميا بالرصاص لقد كان الجميع ضحايا السفاح بيجان الذي تمكن من نهب ثروات ضخمة أراد أن يهرب بها من سوريا وعرف مروان موعد رحيل السفاح على سفينة القيادة الفرنسية فحمل معه كميات من المواد الناسفة تسلل بها إلى السفينة قبل إبحارها ولم يكد بيجان يصعد متن الباخرة وقد ملأ مخازنها بمسروقاته وثرواته التي نهبها من دمشق حتى نسف البطل مروان نفسه داخل السفينة فالتهمتها النيران وقضى السفاح بيجان حرقا وغرقا مع الثروة التي جمعها من دموع الأبرياء ودماء الشهداء فإن كان البطل مروان قد استشهد في هذه العملية التي قتل بها المجرم بيجان فقد كان ذلك هو جذوة لانفجار الثورة السورية الكبرى التي اشتعلت في تشرين الأول ١٩٢٥ فكانت بداية طرد المحتل الفرنسي.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: حلا مشوح 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.