تعتبر السجون تأهيل وإصلاح إلا سجون ومعتقلات الطغاة فهي موت ليس كمثله موت لدرجة أن من يتم زجه فيها يتمنى الموت في الموت كل ثانية تمر وهو داخلها فالداخل مفقود والخارج مولود فمعتقلات بوتين الواقعة بالقرب من مدينة كيروف على بعد ٨٠٠ كيلومترا شمال شرقي موسكو إحدى أسوأ هذه المعتقلات على الإطلاق حيث تحيط الحواجز والأسلاك الشائكة بالثكنة المبنية من الطوب الرمادي وفي كل غرفة ينام ٥٠ سجينا على أسرة طابقية ومن الطابق الثاني فيمكن للجنين رؤية أشجار الصنوبر وأسطح المصانع
حيث تروي هذه السجون الروسية قصة معسكرات العمل القسري التي بنيت في زمن ستالين حيث لا ينجو من الضرب والإذلال إلا بعض المحظوظين في حين يتعرض معظم المساجين للتعذيب ومختلف أنواع الاعتداءات في عالم تحكمه قواعد وحشية وعبثية
فهذا العالم يعكس صورة روسيا ذات المظهر الديمقراطي والميول الاستبدادية التي لم تتخلص إلى اليوم من تراثها الستاليني فهذه المعتقلات لا تقوم بإعادة التأهيل بلتعاقب وتعنف وتجرد السجناء من كل مايرمز إلى إنسانيتهم فهذا المعتقل ليس سوى انعكاس لبطش السلطات الروسية وطبيعتها القمعية.
فبمجرد عبور البوابة يوضع السجناء في الحجر وهي المرحلة الأولى التي يتم فيها تصنيفهم إذ يقسم السجناء إلى فئتين فئة أولى من السجناء المنضبطين الذين يؤدون التمارين الرياضية بشكل جيد ويبحثون عن فرص العمل في المعتقل وأخرى متمردة لا تريد الانصياع لأوامر الجلادين حيث يقيم السجناء المتعاونون في ثكنات أكثر نظافة ويحصلون على حصص إضافية من الطعام وتعدهم الإدارة باستمرار بالتمتع بإفراج مشروط مقابل مجهوداتهم
في هذه المعتقلات لا توجد وظائف للمعارضين وغيرهم من أعداء النظام ومن أمثلة ذلك عندما أحضروا دانيس سافارجالي قال أحد الضباط له عندما وصل إلى المعتقل رقم ٥ وهو أول معتقل يقضي فيه عقوبته لن تتمكن من الحصول على عمل هنا تخفيف الأحكام لا يشملك فقد حكم على سافارجالي وهو زعيم جبهة القبيلة الذهبية التي تدافع عن إرث شعب التتار بالسجن بتهمة التحريض على الكراهية.فهذا صورة بسيطة لمعتقلات الرعب لدى الدولة البوتينية التي لاتزال تدافع عن أمثالها من الطغاة كدفاع بوتين عن ذنبه بشار الأسد.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى
تحرير: حلا مشوح