إيران تنفث سمومها على دول الخليج تزامناً مع الحرب الروسية على أوكرانيا.

تتشارك الدول المارقة وداعمة الديكتاتوريات الموقف نفسه حيال الغزو الروسي لأوكرانيا، الصين فنزويلا كوريا الشمالية وإيران، التي أبدت نفس المواقف تقريباً وأيدت فلاديمير بوتين بحربه، فروسيا تعتبر الداعم الرئيسي للأنظمة الفاسدة في المحافل الدولية وتقف بالمرصاد لكل مشروع قرار من شأنه إدانة أحد هذه الأنظمة عن طريق حقها بالنقض ( الفيتو)، حتى لو كان على حساب إبادة شعوب بأكملها كما يحدث في سوريا وإيران واليمن والعراق وليبيا وغيرها من الدول التي تعاني من فساد وبطش حكامها، فعدا عن دعمها لنظام الأسد القمعي بشكل علني وتحدي المجتمع الدولي وتعطيل قرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، كانت تدعم إيران المصنفة دولياً على أنها البلد الأول في العالم الراعي للإرهاب، فأينما وجد الإرهاب نجد بصمة إيران تلوح في الأفق، فهي الداعم المباشر والرئيسي لكل الجماعات المصنفة على لوائح الإرهاب بداية ً من، حزب الله اللبناني، وميليشيا الحوثي في اليمن، والميليشيات الطائفية في سوريا، وهناك الكثير من الدلائل على رعايتها وتواصلها مع تنظيمي الدولة “د ا ع ش” والقاعدة، وقد صرحت قوى استخباراتية عالمية أكثر من مرّة بذلك وعلى رأسها المخابرات المركزية الأمريكية CIA، مؤكدةً ارتباط الوثيق والمباشر بتلك الجماعات الإرهابية،

 

الصيد في الماء العكر، وتهديد دول الخليج.

 

لاتختلف إيران كثيراً عن حليفتها روسيا بالتبجح، واخذتها العزة بأن بدأت تتحدى المجتمع الدولي ببرنامجها النووي من جهة، والصاروخي من جهةٕ أخرى، وبدأت بإطلاق التهديدات المباشرة باستهداف دول الخليج دون مراعاة الدبلوماسية حتى، معتبرة أن دول الخليج هي المحرض الرئيسي لفرض عقوبات صارمة عليها، ولكن ربما تكون مخطأة كثيراً في تقييم القوة الحالية لدول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي طورت من قدراتها العسكرية بشكل مذهل، وربما يحاول نظام الملالي استغلال الحرب المندلعة مابين روسيا وأوكرانيا وانشغال العالم بها، واللعب على استفزاز دول الخليج العربي، كنوعٕ من تخفيف الضغط الدولي على روسيا، فروسيا هي المتبني الأساسي للملف النووي الإيراني مع الدول العظمى، وهي من تضغط لإنجاح المفاوضات النووية الإيرانية والغربية، ولكن هل ستخطئ بحساباتها وتبدأ بشن هجوم واسع أو محدود على دول الخليج، أم أنها ستحرك أدواتها العميلة كميليشيا الحوثي القريبة من دول الخليج، وتبدأ بعمليات استهداف واسعة النطاق لضرب استقرار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، سيكون هذا بمثابة تحضيرها لنعشها وخروجها عن المنظومة الدولية التي هي بالأساس قد أخرجت إيران منها، وفرضت عليها عقوباتٍ شاملة أنهكت قوتها الإقتصادية والسياسية، فلن تجرؤ على الصيد بالماء العكر، والولايات المتحدة الأمريكية تتربص بها إذا مست أمن الخليج العربي، فدول الخليج هي حليف استراتيجي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ولن تتخلى عنه تحت أحلك الظروف،

 

تصريحات جوفاء، وقوةٌ فارغة،

 

ربما قد أعطى سكوت الدول العظمى عن سلوك إيران في منطقة الشرق الأوسط، وسكوتها عن تصرفات النظام الإيراني في سوريا، جرعةً من الثقة بالنفس، بيد أن رغبة إيران بالانتقام من الدول العربية إبان الحرب العراقية الإيرانية، قد زاد في نفسها رغبةً بالعبث بكل الدول العربية وتدمير بنيتها الإجتماعية، مع إدراكها يقيناً بأن أغلب الدول العربية قد كانت داعمةً لها في حربها على العراق، للإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين، ومن أبرز القادة الفاسدين اللذين دعموها كان المقبور حافظ الأسد، مدعي العروبة والوطنية وهي منه براء، ومن هنا استغلت إيران سكوت المجتمع الدولي عن فظائعها مما جعلها تزيد في حدة خطاباتها، ورفع سقف التهديد للمجتمع الدولي برمته، ولكن الجميع يعلم بأن هذه التصريحات هي عبارة عن خطابات فارغة وبالية، فسيحين موعد إيران وسيقضي المجتمع الدولي على عربدتها السياسية، وسيتغير نظام الملالي الفاسد فيها، فالصراعات الجيوسياسية أدخلت العالم في أتون حرب لانهاية لها والغلبة للقوي وحليف القوي فيها، فهل سيدعم المعسكر الانهزامي بقيادة روسيا والصين بقاء هذا النظام واستمراره، أم سيكون لمعطيات الحرب الروسية الأوكرانية مفاجئات كبيرة، كتغيير نظام بشار الأسد ونظام الملالي في طهران، وفرز حكوماتٍ جديدة لاتسبب القلق للمجتمع الدولي.

إعداد: رئيس التحرير

تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.