بوتين من جاسوس إلى زعيم روسيا

 

 في عام ١٩٩١ مع إعلان استقلال روسيا الاتحادية دخل بوتين الحياة السياسية وتولى الزعيم السوفياتي بوريس يلتسن أول رئاسة فيها وبقي في الحكم حتى العام ١٩٩٩

فكان عهد يلتسن مريرياً صعبا وكانت روسيا تعاني بشدة من أزمات سياسة واقتصادية واجتماعية وهو الرئيس الذي أطلق ما عرف في ذلك الوقت بالعلاج بالصدمة الذي حول فيه اقتصاد البلاد من الاقتصاد الاشتراكي إلى اقتصاد السوق والبدء بالخصخصة

يومها كان بوتين القادم من المخابرات الروسية كي جي بي يبني طموحاً سياسياً في سانت بطرسبرغ لينينغراد العاصمة السابقة لروسيا القيصرية قبل أن ينتقل إلى موسكو العام ١٩٩٦ لينضم إلى إدارة يلتسن.

وفي موسكو تدرج في مناصب مختلفة في ديوان الرئاسة الروسية فقد استلم منصب مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ثم أصبح رئيس وزراء البلاد ١٩٩٩ وقائماً بأعمال يلتسن في العام نفسه بعد استقالة الأخير.وقد انتخب بوتين في العام ٢٠٠٠ كثاني رئيس لروسيا الاتحادية وأعيد انتخابه العام ٢٠٠٤ لغاية ٢٠٠٨ وهو العام الذي جرى فيه انتخاب دميتري ميدفيديف رئيساً ثالثاً للبلاد واختير فيه بوتين رئيساً للحكومة قبل أن يعاد انتخاب الأخير رئيساً العام ٢٠١٢ حتى يومنا هذا طبعا بلعبة خطط لها جاسوس المخابرات 

وشهدت فترة حكم بوتين الأولى ازدهاراً اقتصادياً في البلاد ارتفعت فيه القدرة الشرائية للمواطنين وهو ما ساعد بوتين على رسم صورة أخرى له ولطموحه السياسي.

 يعتبره معارضوه دكتاتورا شديداً جداً على معارضيه.

وعمله الأبرز الذي قاده بوتين العام ٢٠٠٨ عندما كان رئيساً للوزراء تمثل في غزو جورجيا بشكل خاطف وسريع بعد هجوم الأخيرة على مقاطعتي جنوب أوسيتيا وأبخازيا اللتان انشقتا عنها لصالح الولاء لموسكو.

ومع بداية الثورة السورية في ٢٠١١ ساند بوتين بشار الأسد بشدة وأرسل جيشه إلى هناك لمقاتلة الشعب السوري 

وفي العام ٢٠١٤ أصدر الرئيس الروسي أوامره إلى الجيش بالتدخل العسكري في أوكرانيا انتهى بضم شبه جزيرة القرم أما اليوم يقود بوتين مواجهة على نطاق واسع جدا حيث تتسارع وتيرة التحذيرات الغربية من غزو روسي وشيك لأوكرانيا التي تحاول جاهدة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وهو ما ترفضه موسكو

وترفض موسكو توسع الناتو شرقاً قرب حدودها والتي تعتبره خطراً استراتيجياً على أمنها وأمن حلفائها فيما تقول التقديرات الغربية إن موسكو حشدت أكثر من ١٣٠ ألف جندي على حدود أوكرانيا استعداد لغزو قد يبدأ خلال أيام.

لكن روسيا تنفي نيتها غزو أوكرانيا في وقت سارعت فيه العديد من الدول إلى دعوة رعاياها في ذلك البلد لمغادرتها.

وهددت الولايات المتحدة والغرب بوتين بعقوبات شديدة ستشمله شخصيا إلى جانب بلاده إذا شن غزوا على أوكرانيا لكن عقلية الطغاة دائما تسبح عكس التيار بعيدا عن حقوق الشعوب فهو كما زعماء روسيا من قبل يضربون بالإنسانية عرض الحائط.

 

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: حلا مشوح 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.