دستور حسب الطلب

يتبجح الكثير علينا عندما يتحدث عن طول نقاشات ومهاترات من أجل تعديل الدستور في سوريا لحل مشكلة كبيرة وثورة قدم فيها الشعب السوري الغالي والنفيس من أجل الوصول إلى بر الأمان ويريد أن تطول المدة لعشرات السنين في حين أن تعديل الدستور لم يستغرق إلا دقائق في مجلس الشعب بعد وفاة حافظ الأسد من أجل السماح لبشار الأسد الصغير سناً وعقلاً وإنسانية أن يصبح رئيساً لسوريا لم يعترض أحد من الدول لا العربية ولا الغربية بل على العكس أول من بارك بالتوريث الولايات المتحدة الأمريكية وبحضور وزيرتها العجوز الشمطاء مادلين أولبرايت لماذا مر الأمر بلمح البصر وبدقائق معدودات أسدل الستار مسرحية هزلية قذرة سكت عنها القريب والبعيد وأول من صفق لذلك إسرائيل وإيران فقد كان بشار وقتها حسب الدستور السوري غير مؤهل لأن يصبح رئيساً بسبب صغر سنه وبالتالي كان غير بالغ سياسيا وكل ذلك مخالف للدستور السوري الذي وضعه حافظ أسد. لكن الأهم في ذلك هو أن تلتحق سوريا بجميع اطيافها وثرواتها بملكية آل الأسد

فلو قارنا بين عملية تعديل الدستور السوري في مجلس الشعب من أجل زراق عيون بشار بالعملية الدستورية لسوريا من أجل سوريا وشعبها المقهور الذي قتل وشرد ودمرت مدنهم واغتصبت حرائرهم فمن أجل بشار وعيون بشار جرى التعديل بكل يسر وسلاسة مع تصفيق وإجماع عبدالقادر قدورة وحثالة الشعب السوري أما من أجل السوريين والبلد فما زال الدستور يواجه العثرة تلو العثرة منذ بداية الثورة المباركة فهناك اختلاف كبير بين المسرحية التي كانت على خشبة مسرح مجلس الشعب فالسوريون قدموا تضحيات لم يقدمها أي شعب في العالم من ملايين الشهداء والمشردين واللاجئين من أجل دستور يخدم مصالحه وليس مصلحة آل الأسد فالنظام القذر والمحتل الروسي مع المحتل الإيراني الصفوي الفارسي يماطلون ويعرقلون أي أمر يوصل البلد إلى بر الأمان فهل يا ترى قامت الثورة أصلاً من أجل دستور جديد أم من أجل استعادة كرامة وحرية شعب أمضى أكثر من خمسين سنة في ظلم وجوع وفقر وقهر أوصله حافظ أسد وابنه إلى الحضيض إن لم تقتنع الدول العظمى أن الثورة باقية والمطالبة بالحقوق باق ولا ولن يضيع حق ورائه مطالب

 

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى 

تحرير: حلا مشوح 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.