قصيدة عن دير الزور  للشاعر فيصل دهموش .

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

دير الزور هي ثاني كبرى المدن السورية من حيث المساحة تعاقبت عليها حضارات عديدة شارك أبناء دير الزور بجميع الثورات السورية وقدمت تضحيات كثيرة والتحقت بالثورة في آذار ٢٠١١ .

وتقع مدينة دير الزور في شرقي سوريا على بعد نحو ٤٥٠ كيلومترا شمال شرق العاصمة دمشق على مقربة من الحدود مع العراق. يقسمها نهر الفرات قسمين، وأغلب أحيائها تقع على الضفة الغربية من النهر.

كتب عنها الكثير من الشعراء ومنهم فيصل دهموش حيث قال فيها:

حملتُكَ يا فُراتـــــــيَ بينَ جنبينِ

ونزعُ الرّوحِ يرنو فوقَ جسرينِ

وديري من وتينِ القلبِ أرويهــا وأحضُنهـــــا إذا نـــامتْ بجفنينِ

أقصُّ لها رؤى العُشّاقِ من شغفي

وأشكو الوجــدَ من أنّاتِ ليلينِ

كأنّي في سماءِ الحُــــزنِ زوبعــةٌ

تدورُ بمهجتي قهـــراً بعصفينِ

فأمضي مُشرعاً قلبي إلى نهـــري فيغمـرني ويشطــرني لنصفينِ

ويسكبني بكـــأسِ الصبِّ خمـــرتهُ

ويرشفني وآهـــــــاتي كنجمينِ

وبـــدرُ الليلِ رُقــراقــــاً يُسـامرني

على نبضـاتِ شرياني بعـزفينِ

فمثلي لم تــــزلْ تخبــــو حكـــــاياهُ

لى وجعٍ دنـــا شبراً , فشبرينِ

وسرّي عَـــزَّ في الأسحــارِ مهربهُ

إذا أبقــاهُ عشـــــقٌ بينَ يوحينِ

وأصحــــابٌ تلاشـوا فـي مناكبهــاومشرقهم تمـــــرّغَ بين غربينِ

فمنْ يقفــــــو بهـــذا العشقِ ترتيلي

ومـا شعري وروحي ثانيَ اثنينِ

ألا يــا نهـــرُ غنّي لي مـــواويــلاً

على جمــــرٍ تســـعّرَ بينَ شطّينِ

وخلِّ (الزّلَّ) يحنـــو فوقَ ناصيتي

وهــــاتِ المـاءَ يعبقني بروجينِ

لعلّي إذ صفوتُ بذكــــرِ حبّهــــــمُ

منَ الأعمـــاقِ أمـلأني بفيضينِ

فلا يُشفي غليلَ جــــوايّ إلّا هــــمْ

بمــــا يحملـــهُ ولهـــــانٌ بعينينِ

فخبّرهم عنِ الأحــــلامِ ازرعهــــا

بجرفٍ في الحشـــــا داعٍ بكفّينِ

وأســـرارٍ غَفَتْ بالحـــورِ ناظــــرةً

إلى بـــوحٍ لطيفٍ قــابَ قوسينِ

فلا جُرّعتَ في فَقْــدِ الهــوى كأساً

لعمــركَ لم تزلْ حَيْنـاً على حَيْنِ

تُناديني قوافي الشّعـــرِ نازفـــــةً

فأُمطــرهـــا برجفِ البعــدِ نظمينِ

فلـــو عانقتَ في مسراكَ نجـواهمْ

ألا يا نهـــرُ فلتفضحْ لظــى البينِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.