غرف الملح في سجن صيدنايا لكي لا تتعفن الجثث

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن معتقل سابق يُدعى عبدو (30 عاماً) طلب عدم الكشف عن اسمه الحقيقي، قوله إنه في أحد أيام شتاء 2017، وقبل نقله من السجن إلى المحكمة، دفعه الحارس إلى داخل غرفة لم يرَها من قبل، فإذ بقدميه الحافيتين تغرقان في كميات من الملح الصخري.

لم يكن قد ذاق طعم الملح منذ دخوله قبل عامين سجن صيدنايا الذي يمنع القائمون عليه الملح في الطعام عن السجناء، فما كان منه إلا أن أخذ بقبضة يده كمية من الملح الذي تبيّن أنه يغطي الغرفة، واستمتع بمذاقه.

لكن وبعد دقائق قليلة، تجمّد رعباً عندما تعثّر بجثة نحيلة ملقاة على الملح وإلى جانبها جثتان أخريان.  

ويقول من منزله في لبنان: “ظننت أن هذا سيكون مصيري… وأنه حان دوري لإعدامي وقتلي. لم أعد أقوى على الحركة، جلست قرب الحائط وبدأت بالبكاء وتلاوة القرآن”، مضيفاً: “كان هذا أصعب ما رأيته في صيدنايا جراء الشعور الذي عشته ظناً بأن عمري انتهى هنا

يصف عبدو الغرفة المستطيلة، ستة أمتار بالعرض وسبعة أو ثمانية بالطول، أحد جدرانها من الحديد الأسود يتوسطه باب حديدي. تقع الغرفة في الطابق الأول من المبنى المعروف بالأحمر، وهو عبارة عن قسم مركزي تتفرع منه ثلاثة أجنحة.

معتصم عبد الساتر (42 عاماً) يروي تجربة مشابهة في غرفة مختلفة تقع في الجناح نفسه من الطابق الأول من المبنى الأحمر، ويصف معتصم غرفة بعرض أربعة أمتار وطول خمسة أمتار، ولا يوجد فيها حمام، كان قد دخلها في 27 نيسان/أبريل 2014 بعد أن طلب أحد السجانين منه المساعدة قبيل ساعات من إطلاق سراحه.

ويقول من منزله في الريحانية في جنوب تركيا: “غرقت قدمي في مادة خشنة. نظرتُ فإذا به ملح بعمق 20 إلى 30 سنتمتراً”، لكن سرعان ما وقعت عيناه على أربع أو خمس جثث ملقاة في المكان.

وتابع:”شعور لا يوصف، أصعب من لحظة الاعتقال. قلت لنفسي سيعدمونني الآن ويضعونني بينهم… أنا أساساً أشبههم”، مضيفاً: “كانت الجثث تشبه المومياء، وكأنها محنّطة… كانت عبارة عن هيكل عظمي مكسوٍّ باللحم يمكن أن يتفكّك في أي لحظة”.

ليس واضحاً ما إذا كانت الغرفتان استُخدمتا في الوقت ذاته “كغرفتي ملح” في العامين 2014 و2017، أو إذا تمّ استبدال واحدة بأخرى. كما ليس معروفاً ما إذا كانت تلك الغرف لا تزال موجودة.

ورغم كل هذه الروايات لكن هناك الكثير من الجرائم لازالت في طي النسيان في نظر دعاة حقوق الإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.