صراع الفضاء بين روسيا وأمريكا

يبدو أن الصراع انتقل من الأرض إلى السماء فبعد أن شنت موسكو حربها ضد كييف ، بدأت مخاوف الغرب تكبر من النوايا الروسية التوسعية ، ونتيجة للدمار الذي ألحقته روسيا بأوكرانيا ، وعدم التزامها بمعاهدات الأمن والسلام الأهليين ، فُرضت عقوبات غربية كبيرة عليها لم يشهدها العالم سابقا ، قابلت روسيا هذه العقوبات بالتهديد والوعيد والخطر الذي سيُحدق بالعالم نتيجة للتصدي لروسيا فباتت تهدد بسقوط المحطة الفضائية المشتركة.

وحذر رئيس وكالة الفضاء الروسية ، من أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا ، قد تسبب سقوط محطة الفضاء الدولية مطالبا برفع هذه الإجراءات.

الفضاء مليء بالعسكرة والجيوش والمركبات ويبد أنه دخل في أزمة حتى قبل دخول موسكو إلى كييف ، فقد طبقت عقوبات قاسية على الأرض على شكل حزمة من العقوبات المالية ، وباتت نتائج تلك العقوبات جلية.

حيث أعلن الكرملين أن العقوبات الغربية أثرت وبشكل كبير على روسيا على الرغم من أن موسكو أعلنت أنها ستتجاوز الصعوبات ، ولكن يبدو أن أصداء العقوبات سيكبد الفضاء بأبحاثه و محطاته ومركباته خسائر أكبر تطال الشركاء والخصوم ، قد يكون الفضاء أحد المجالات الأخيرة للتعاون الروسي الأمريكي.

ومحطة الفضاء الدولية باتت ساحة المعركة الفضائية ، بالنسبة لروسيا التي تحذر من سقوطها في مكان ما ، على الأرض بسبب العقوبات المفروضة عليها.

حيث تعتبر روسيا أحد الشركاء الأساسين في وكالة الفضاء الدولية ، هذه المحطة التي تضم عددا من الشركاء المتمثلة بروسكوموس وهي وكالة الفضاء الروسية ، وناسا وكالة الفضاء الأمريكية ، إلى جانب وكالتي الفضاء الكندية والأوربية ، وأيضا جاسكا اليابانية.

رئيس وكالة الفضاء الروسية ديميتري روغوزين قال “إن العقوبات ستؤدي إلى اضطراب تشغيل مركبة الفضاء الروسية التي تزود محطة الفضاء الدولية ،مما يؤثر على الجزء الروسي من المحطة ، الذي يسمح خصوصا بتصحيح مدار المحطة إحدى عشرة مرة في السنة ، بالتالي فإن الضرر على الجزء الروسي المشغل للمحطة يحدث خللا قد يؤدي إلى سقوط محطة تزن 500 طن في البحر أو على البر.

رئيس روسكوموس اعتبر أن ما يجري على الأرض جنونا ، ومن شأنه أن يهدد المحطة بالكامل ، ووصف العقوبات الغربية الانتقامية ضد روسيا على حد قوله.

الولايات المتحدة التي تحاول اليوم الاستغناء عن موارد الطاقة الروسية ، تحاول عبر وكالة ناسا إيجاد حلول لإبقاء محطة الفضاء الدولية في المدار من دون مساعدة روسية.

التعنت الأمريكي قابله تعنت روسي وأعلنت أنها لن تزود واشنطن بمحركات للصواريخ الأمريكية ، أطلس وانتريس، بحسب رئيس وكالة الفضاء الروسية.

وأكدت ناسا وكالة الفضاء الأمريكية أن التعاون بين أمريكا وروسيا مستمر حتى اللحظة.

وعلى الرغم من التوتر الشديد بين واشنطن و موسكو يجب استمرار هذا التعاون لضمان عمل محطة الفضاء الدولية ، وأن محركات المركبات الفضائية الراسية في المحطة تستخدم لتصحيح مدار الهيكل الفضائي ، وهذا المحطة صممت على مبدأ الاعتماد المتبادل وهي ليست عملية يمكن فيها فصل مجموعة عن الأخرى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.