المبعوث الخاص إلى سوريا: على مجلس الأمنأن يتوحد بشأن الإستجابة الإنسانية في سوريا

يبدو أنّ القرار2254 الصادر عن مجلس الأمنْ, يعتبر المرجعية الوحيدة للحل في سوريا, فمع تعدد الأطراف المتدافعة في الشأن السوري, وتبني كل طرف منهم لكيانٍ أو جماعةٍ أو فصيلٍ معين, تتضارب بشكلٍ متكرر مما يؤدي إلى ضيقٍ في أفق الحلول, والضحية الوحيدة هم أبناء الشعب السوري, ومما يزيد الطين بلةً في حجم معانتهم, هو التعنت الروسي وتصرفاتها غير المسؤولة فيما يخص الشعب السوري, وآخرها إغلاق المعابر الحدودية أمام المساعدات الإنسانية, ومحاولتها المستمرة في إفشال العملية السياسية, من خلال إبراز وتلميع صورة النظام الحالي, واستمرارها في تحدي المجتمع الدولي الرافض لبقاء بشار الأسد على رأس السلطة, وإدانتهِ بجرائم حربٍ وجرائم ضد الإنسانية,

ومن هذا المنطلق توجه المبعوث الخاص إلى سوريا, لدعوة مجلس الأمن إلى الوحدة بشأن الاستجابة الإنسانية وتسريع العملية السياسية, محذراً من بوادر غياب الحلول, امام تصعيدٍ محتملٍ في البلاد, ومع تلاشي الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار, مشدداً على ضرورةِ إحراز تقدمٍ في المسار السياسي لتنفيذ القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن وفقاً لآلياتهِ المتفق عليها, والتي تدعو: إلى وقفِ إطلاق النار في عموم سوريا تمهيداً لانطلاق العملية السياسية, مع إعرابهِ عن وجود مخاطر تهدد بنسف الترتيبات الحالية, وتآكلها ببطء’’ بسبب الوتيرة الحالية شبه المستمرة للعنف المحدود عبر الخطوط الأمامية, وأضاف بيدرسون: الأسوأ من ذلك هو انهيار الترتيبات بسرعة من خلال تصعيد أكثر دراماتيكية, ودعا ان يكون وقف إطلاق النار في عموم البلاد قضيةً مشتركة, والعمل على سلامة المدنيين, لتكون بمثابة الخطوة الأولى نحو إعادة توحيد سوريا واستعادة سيادتها,

مؤشرات مقلقة في سوريا

واسهب المبعوث الاممي ’’غير بيدرسون’’ في حديثهِ وقال: أنّ بوادر تصعيدٍ مقلقة ظهرت في هذا الشهر, متمثلةً في الهجوم على مشفى الشفاء في عفرين, والذي قُتلَ على إثرهِ مدنيون وطواقم طبية, وتعرض المشفى لدمارٍ كبير, الأمر الذي أدانهُ بشدة, كما نوه إلى أنّ جنوب أدلب شَهِد تصعيداً هو الآخر بقصفٍ متبادلٍ وغاراتٍ جويةٍ على المدينة, أدت إلى موجةِ نزوحٍ كبيرة وسقوط ضحايا, وتطرق للغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق تموضع الميليشيات الإرهابية الإيرانية, والمزيد من الاضطرابات في الجنوب الغربي, إضافةً لمزيدٍ من الهجمات من قبل الجماعات الإرهابية المدرجة في قائمة مجلس الأمن, من بينها عملياتٍ تبناها تنظيم داعش, وتابع بيدرسون ليقول: هناك مؤشرات مقلقة على احتمال أنّ تنظيم داعش يستجمع قواه, بالنظر إلى زيادة وتيرة هجماتهِ الأخيرة ومدى انتشارها وتبني العديد منها, 

المعابر الإنسانية

,تطرق ’’بيدرسون’’ إلى الوضع الإنساني في سوريا, مؤكداً على احتلال الحالات الإنسانية للأولوية الضرورية والقصوى في إيجاد الحلول, إذ يحتاج المدنيون في عموم البلاد بشدةٍ إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والمساهمة في بناء المرونة, وقال: من الضروري للغاية الحفاظ على الوصول وتوسيع النطاق, بما في ذلك العمليات عبر الحدود والمنافذ المؤدية لوصول المساعدات للشعب السوري, مشيراً إلى أنّ الاستجابة على نطاقٍ واسع عبر الحدود لمدة12 شهراً إضافياً تعدّ ضروريةً لإنقاذ الأرواح ووحدتكم ستكون حاسمة هنا مخاطباً مجلس الأمن, ومذكراً بحالات التهجير القسري,

حيث قال: قد أُجبر 13 مليون شخص على الفرار من ديارهم, داخل وخارج سوريا, وهو ما يعادل نصف سكان سوريا قبل الحرب, واعتبر أنّ هذهِ مأساةٌ إنسانية ووطنية عميقة وهي تشكل قنبلةً موقوتةً للاستقرار الإقليمي, معبراً عن الحاجة إلى رؤية الإجراءات التي تخلق الظروف اللازمة والثقة لعودةٍ آمنةٍ وكريمةٍ طوعية,

واشار إلى وجوب إيجاد أرضية مشتركة محتملة بين اللاعبين الرئيسيين لتعزيز الاستقرار الداخلي والإقليمي وبناء الثقة, ويقصد باللاعبين هنا, أمريكا وتركيا وروسيا ,إيران وإسرائيل, ومعرباً عن خيبة أملهِ في خطابه لمجلس الأمن حيث قال: أعتقد أننا جميعاً نشعر بخيبة أملٍ لأننا لا نحرز تقدماً حقيقياً وملموساً فيما يخص المسار السياسي لتنفيذ القرار2254, بما في ذلك الإصلاح الدستوري والانتخابات الهزلية التي لم تدار عن طريق الأمم المتحدة, موضحاً أنّ فجوة عدم الثقة بين الطرفين والوضع المعقد على الأرض يجعلان من إحراز تقدمٍ مبكر نحو تسويةٍ شاملة أمراً غير مرجح, لكن يجب أنَ نجد طرقاً للوحدة حول دفع عناصر الحل إلى الأمام, بحيث يكون الوضع في الوقت المناسب لحلس اكثر شمولاً للصراع, 

فكرة بيدرسون, واللجنة الدستورية,

قال بيدرسون: إن فكرتي تكمن فب تعميق المشاورات الموضوعية الاستكشافية, التي تساعد على تحديد الخطوات الأولى التي يمكن للأطراف السورية والدولية تقديمها, وشدد على تواصلٍ منتظمٍ مع العديد من أعضاء مجلس الأمن والدول الرئيسية في المنطقة,

ولايزال يسعى بيدرسون لتسهيل عمل اللجنة الدستورية’’ وأبلغ مجلس الأمن أنهُ يعتقد أنّ معظم السوريين يشعرون بخيبة أملٍ عميقة, لأنّ اللجنة التي اجتمعت خمس مراتٍ, لا تعمل بجدٍّ لتحقيق نتائج وتقدمٍ في تفويضها المتفق عليهِ لإعداد وصياغة إصلاح دستوري يطرح للموافقة الشعبية,

وأكدّ على نائبتهُ’’ خولة مطر’’ موجودة حالياً في دمشق في سياق هذه الجهود, وبهدف إشراك أكبر عددٍ من أطياف الشعب السوري, وقال بيدرسون إنهُ تم إطلاق أول سلسلةٍ من مجموعات العمل المواضيعية هذا الشهر, لإعطاء المشاركين في غرفة دعم المجتمع المدني طريقة أكثر تنظيماً للمساهمة بخبراتهم وإبلاغهم بجهودهِ للوساطة, عبر منصة افتراضية,

وفي وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع, بدأت خولة مطر وفريقها بسلسلة من المشاورات الإقليمية الافتراضية لغرفة دعم المجتمع المدني, ويشارك حوالي 120 فاعلاً في المجتمع المدني السوري, اكثر من الثلث من النساء, من جميع المحافظات السورية ومن خارج سوريا’,

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.