تعد العباية الديرية هي الزي الرسمي و الأميز للمرأة الفراتية وقد تغنى بها كثير من المطربين ومنهم العراقيين فقد امتدحها الطرب العراقي فقال: يا يما انطيني الدربيل تا انطر حبي و أشوفه لابس عباة شغل الدير تبرج ما بين اكتوفه
والذي يميز العباية الديرية بالدرجة الاولى أن شغلها لا يتم فيه استعمال اي آلة او ماكينة ابتداء من القص وانتهاء إلى التخريج ويتم العمل بشكل كامل بالطريقة اليدوية ولبست نساء الدير نوعين ثمينين من العباءات هما الحرير والحبر والحبر أثمن وأغلى لأنه حرير خالص
وتتطلب عملية تفصيل عباءة الحبر إلى عملية هندسية حسابية دقيقة متعبة جسدياً وذهنياً وتحتاج خبرة عالية جداً في فن الخياطة اليدوية والتخريج وكم من امرأة ديرية أتقنت هذه المهنة واشتهرت بها وعاشت منها هي وعائلتها لسنوات وسنوات
و ترتيب أنواع العباءات من الأقدم للأحدث فهو : رأس المبرد والقفطان و صايم الدهر والحرير والحَبَر و تقليد الحَبَر و عبايات الموضة الخليجية
وقد كانوا يشترون قماش الحبر من لبنان على شكل طابات والطابة هي الدرجة القماشية الكبيرة الملفوفة يتم قصها إلى قطع كبيرة مناسبة ثم تفصل منها العبايات ويعتبرالحبر الأفضل حبر فرنسي يتميز باللون الأسود الغامق وله لمعة مميزة ولعباية الحبر الفرنسي الأصلي خطين من الخلف ليميز الجودة الاصلية
وقد كان سعر عباية الحبر الفرنسي في الستينات١٠٠ و ٢٠٠ ليرة سورية وهو مبلغ خيالي ذلك الوقت ومع تقدم السنين ارتفع ثمنها لمبالغ كبيرة ثم ظهر الحبر السعودي وهو ارقى بكثير و أعرض بقصة القماش وغالي الثمن وكان موجود حصرياً بمكة المكرمة وعند غسل العباية فهو أمر دقيق يحتاج غسلها الى سائل قليل الرغوة لكي لا تؤثر بها المواد الكيماوية أو تظهر كبقع عليها خصوصاً الحبر و الحرير والعباية الديرية تطوى و لا تعلق كي لا تتمزق لأنها رقيقة جدا وشديدة النعومة و تمسح مسحة خفيفة بالمكواة
وكانت الخراجة تؤشر عباية كل زبونة بوضع قطعة قماش من عند الرأس الغاية منها لكي لا تضيع هذه العباية مع باقي العبايات
وكانت السيدات ميسورات الحال فيدخلن سلسال ذهب رفيع بالخرج من جهة الأمام على اليمين واليسار ويعلقن عليها قطع ذهبية صغيرة تزين العباية الديرية وتمنحها منظراً جميلا فلاتزال النساء في دير الزور وريفها تحافظ على هذا الزي الجميل الذي يكمن فيها العادات والتقاليد بحشمة وطهارة منقطعة النظير.