الرئيس شكري القوتلي ماقبل توليه حكم سوريا 

كانت سوريا تعيش حياة الديمقراطية الحقيقية وليست ديمقراطية حزب البعث ولاديمقراطية آل الأسد فقد انتخب شكري القوتلي رئيسا بديمقراطية حقيقية وعندما وجد مصلحة البلد تنازل عن الحكم طواعية ففي١٢ تشرين الأول لعام ١٨٩١ وفي حي الشاغور بدمشق القديمة كانت ولادة شكري بن محمود بن عبد الغني القوتلي أول رئيس لسوريا بعد الاستقلال لعائلة من التجار وملاك الأراضي نزحوا من العراق إلى سوريا منذ ستة قرون وكانت لهذه العائلة مكانة مرموقة في المجتمع العربي إذ كان محمد سعيد القوتلي شقيق جد القوتلي من ضمن الشخصيات التي دعاها الخديوي إسماعيل لحضور حفل افتتاح قناة السويس

عاد القوتلي إلى دمشق عام ١٩١٣بعد تخرجه من الكلية وهناك التحق بالعمل في ديوان الولاية إذ كان يفرض على خريجي الكلية التدرب لمدة ثلاث سنوات على أعمال الإدارة هناك لكنه سرعان ما قدم استقالته رافضا تقبيل يد الوالي إذ كان يفرض هذا البروتوكول على الموظفين في تلك الأيام  ليكون هذا الأمر سببا في عودته من جديد إلى نضاله السياسي وانضمامه إلى جمعية العربية الفتاة السرية المحظورة التي تأسست عام ١٩١١ في باريس وفي عام ١٩١٣ أصبح للجمعية فرع في دمشق انضم إليه القوتلي وقد نجحت الجمعية في ضم الكثير من السوريين لها للعمل من أجل إنهاء تبعية سوريا للدولة العثمانية في ذلك الوقت زار الأمير فيصل دمشق وانضم إلى عضويتها وعقد مع أعضائها عدة اجتماعات من أجل توحيد الجهود لمقاومة الدولة العثمانية

وكانت نتيجة تلك الجهود السياسية أن ألقت السلطات العثمانية القبض على القوتلي وبعض من رفاقه وبعد فترة أُطلق سراح القوتلي لمراقبته ومعرفة باقي الأعضاء لكنهم فشلوا في الوصول عن طريقة لأي منهم فعاد إلى السجن من جديد وهناك تعرض لضغط رهيب بين التحقيق والتعذيب من جهة وبين إخلاصه لرفاقه من جهة أخرى فقرر الانتحار خوفا من الاعتراف عليهم وعلى إثر ذلك نقل إلى المستشفى وظل فيها لمدة شهر ثم عاد إلى السجن مرة أخرى وصدر ضده حكم بالإعدام لكن لم ينفذ بسبب قيام الشريف حسين بالثورة العربية الكبرى عام ١٩١٦ هدد بإعدام الضباط والجنود الأتراك الذين أخذهم كأسرى حرب وعلى إثر ذلك أُفرج عن القوتلي ورفاقه وأسقط عنه حكم الإعدام

ثم أسس القوتلي حزب الاستقلال عام ١٩١٨ الذي يعتبر استمرارا لجمعية العربية الفتاة من أجل التوحد لمحاربة الاحتلال الفرنسي على سوريا وفي ٢٦نيسان ١٩٢٠ عقد مؤتمر سان ريمو وفيه نالت فرنسا انتدابها على سوريا وفي العام نفسه قامت معركة ميسلون بين جيش الثورة الكبرى وفرنسا واستشهد يوسف العظمة وزير الحربية السوري وفازت فرنسا في المعركة وبدأت بملاحقة المعارضين لها وأصدرت عام ١٩٢٠حكما غيابيا بالإعدام على ٣٤شخصا منهم القوتلي لكنه استطاع هو ورفاقه الهرب من سوريا و تنقلوا بين مصر وفلسطين والدول الأوروبية للتنديد بمساوئ الاحتلال 

وفور وصوله لألمانيا أسس شكري المؤتمر السوري الفلسطيني للدعوة إلى تحرير المنطقة العربية من الاحتلال الأجنبي

وبعد وفاة رئيس سوريا تاج الدين الحسني عام ١٩٤٣ رشح القوتلي نفسه للانتخابات الرئاسية وفي ١٧آب لعام ١٩٤٣ أُعلن فوز القوتلي ليكون أول رئيس لسوريا المستقلة بانتخاب حقيقي نزيه اختاره الشعب ولم يتم توريثه ولم يغير الدستور ليكون على مقاسه.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.