الأسد أمام الكثير من المعطيات التي ستثبت بقائه في السلطة،،

تجلت القوى الداعمة للأسد ونظامه في سوريا ببروز المحور المعادي لواشنطن، كروسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية والكثير من الدول العربية، كمحور قوي أمام المحور المتراخي المتمثل بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأيضاً بعض الدول العرببة، التي لم تكون صفا متراصا ذو قوة حقيقية وموقف جدي للإطاحة به، مما عزز الدور الروسي على وجه الخصوص أمام هذه المعطيات الضعيفة التي تبنتها بعض الدول في مجلس الأمن، وأبرزها تجميد القرار الرئيسي للحل في سوريا وهو القرار ٢٢٥٤، ومن هذا المنطلق
قال مدير قسم مكافحة الإرهاب بمعهد الشرق الأوسط، شارلز ليستر، إن موجة الاتصالات الدبلوماسية مع نظام الأسد تبدو لافتة للغاية، خصوصاً بالنظر إلى السياسات العنيفة الوحشية التي انتهجها النظام، والتي فاقت جرائم الحزب النازي في ألمانيا وأضاف ليستر في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط، الخميس، أن التحول في نهج التعامل مع النظام مدفوع بعدد من الديناميكيات، أبرزها الشعور الجماعي بالاستسلام أمام فكرة أن النظام سيبقى، وأنه لا يوجد أحد في المجتمع الدوليه يخطط لتغيير هذا الوضع،
وأشار إلى أن بعض الدول مثل الأردن،
كان لها عوامل فريدة محلية تلعب دوراً في التطبيع مع النظام، مثل وقف تجارة المخدرات الهائلة التي يوجهها النظام، وتسهيل عودة اللاجئين كما لفت إلى وجود عوامل جيوسياسية تشكل أحد دوافع التقارب الحالي مع النظام السوري، حيث يرى البعض في المنطقة بوضوح أن سوريا فرصة لإعادة إقرار مصالح والتنافس واعتبر ليستر أن الدافع الجيوسياسي الأساسي يكمن في الرغبة بتقليص الدور الإيراني في قلب الشرق الأوسط ولكنه رأى أن المزاعم المتجددة لإنهاء انتشار إيران في سوريا بأنها مجرد مزاعم خيالية، لا سيما أن تزايد الضربات الإسرائيلية في سوريا يعد مؤشراً على زيادة النشاطات الإيرانية الخبيثة، ويشير إلى أن روسيا غير راغبة أو غير قادرة على الحد من النفوذ الإيراني وخلص إلى أن جهود إيران المكثفة في المجالات الاقتصادية والثقافية، تؤكد أن سوريا تمثل جوهرة تاج الأجندة الإقليمية لإيران، وليس هناك على أرض الواقع ما يمكنه تهديد هذه الإنجازات التي ترسخت منذ فترة طويلة، في إشارة لعثور إيران على أرضية خصبة تمارس فيها العديد من النشاطات الإقتصادية والعسكرية والاستخباراتية، ومقدمة لها كافة التسهيلات عبر النظام السوري.

إعداد: صدام السوري

تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.