ميليشيا “قسد” تواصل استدراج فتيات من الساحل والسويداء بوعود كاذبة ورواتب بالدولار

تواصل ما تُعرف بـ ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عبر أذرعها المدنية والأمنية، تنفيذ سياسة ممنهجة لاستدراج الفتيات السوريات من مناطق خارجة عن نطاق سيطرتها، لا سيما من محافظات اللاذقية وطرطوس والسويداء، تحت ذرائع مغرية تتضمن وعودًا بوظائف مرموقة ورواتب عالية بالدولار الأميركي.

ووفقًا لمصادر خاصة، فإن منظمة “الشبيبة الثورية”، إحدى الأذرع التابعة لميليشيا قسد، هي المسؤولة عن هذه العمليات، حيث تنتشر شبكاتها في عدة محافظات مستغلة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها البلاد.

تبدأ العملية بعرض فرص عمل وهمية تتناسب مع مؤهلات الفتيات العلمية، ثم يُطلب منهن التوجه إلى مدينة الرقة لإجراء ما يُقال إنه “مقابلة عمل”، لكن في الواقع يتم نقلهن إلى معسكرات مغلقة خاضعة لما يسمى بـ”الشبيبة الثورية” و”التجنيد الإجباري”، حيث تُسحب منهن الوثائق الثبوتية وتُفرض عليهن الإقامة القسرية.

في هذه المعسكرات، تتعرض الفتيات لعمليات تلقين أيديولوجي متطرف وتدريبات عسكرية مكثفة، مع إخضاعهن لرقابة صارمة، بهدف زجّهن في صفوف الميليشيا دون أي إمكانية للانسحاب، وفرض فكر حزب العمال الكردستاني وعبد الله أوجلان عليهن.

اللافت أن هذه الانتهاكات طالت فتيات من الطائفة العلوية والدروز، وهو ما يثير تساؤلات حول أهداف أيديولوجية وأمنية وراء هذه الحملات، خاصة في ظل تأكيدات أن المستهدفات بعضهن من أسر مرتبطة بموظفي النظام أو المتطوعين السابقين في مؤسساته، ما يعكس مدى اختراق هذه الشبكات لمجتمعات تعتبر تقليديًا بعيدة عن نفوذ قسد.

ويشير مراقبون إلى أن هذه الممارسات لا تبدو فردية أو عشوائية، بل هي جزء من سياسة منظمة تهدف إلى تعزيز نفوذ الميليشيا، والتوسع البشري في صفوفها، خاصة بعد الخسائر التي مُنيت بها خلال الأشهر الماضية على يد الفصائل المحلية والعشائرية في مناطق دير الزور والحسكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.