ميثاق الوحدة بين سوريا والعراق في ذكرى توقيعه

شرق أوسط – مروان مجيد الشيخ عيسى

اجتمعت القيادة العراقية في الأول من تشرين الأول عام1978م،وقررت التقارب مع سوريا ، واعتبار الساحتين العراقية والسورية ساحة واحدة لأغراض العمل القومي العربي لمواجهة العدو الصهيوني بعد أن وقعت مصر اتفاقية الصلح مع إسرائيل.

وبدأت الاتصالات بين القيادتين السورية والعراقية ،واتفقوا على توقيع ميثاق العمل القومي في بغدادفي( 26/10/1978م) ،وتشكلت الهيئة السياسية العليا برئاسة الرئيسين العراقي والسوري وعضوية كبار المسؤولين في البلدين ،واتفق الطرفان على عقد اجتماع للهيئة السياسية العليا بشكل دوري كل ثلاثة أشهر في إحدى العاصمتين كما بحثت القيادتين مشروع الوحدة بين البلدين وسبل توحيد البلدين في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والتعليم وتوحيد الحزب والإعلام والثقافة والفنون .

خطوات الوحدة:

التقت قيادة البلدين في دمشق في مطلع كانون الثاني عام 1978م،وبحثوا سبل تفعيل مشروع الوحدة والمسائل الأساسية لإخراج المشروع إلى حيز التنفيذ ، وتمخض عن ذلك الاجتماع تشكيل لجان لتوحيد المناهج التعليمية في وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي وشٌكلت لجان لتوحيد الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والإدارية

وعلى الصعيد السياسي ، بحث الطرفان إمكانية إنشاء مجلسين للشعب إحداهما في العراق والأخر في سوريا لمتابعة الشؤون الداخلية لكل بلد ، كما ناقش زعما ء البلدين تأسيس مجلس منتخب يمثل دولة الوحدة للنظر في القضايا العامة ،وبخاصة مسائل الشؤون الخارجية التي تخص دولة الوحدة .

وشكلت لجنة حزبية انحصرت مهمتها في تحقيق الوحدة الاندماجية لحزب البعث العربي الاشتراكي في البلدين ،تتوافق مع دستور دولة الوحدة وكُلفت لجنة أُخرى لتوحيد القوانين والأنظمة الخاصة بالدبلوماسيين في سوريا والعراق . ووضعت اللجنة العسكرية الخطط اللازمة لتوحيد قيادة الجيش وأنجزت اللجنة الاقتصادية الترتيبات لإعادة ضخ النفط عبر الأراضي السورية والاستغناء عن أنابيب النفط المارة عبر الأراضي التركية فهي خطوة تترتب عليها نتائج اقتصادية تعود بالفائدة الكبيرة على دولة الوحدة.

واستمرارا في السير في خطوات الوحدة ، وقعَ البلدان اتفاقية التعاون الصحفي بين نقابة الصحفيين العراقية واتحاد الصحفيين السوريين في 4/1/1979م . كما وُقعت اتفاقية مماثلة بين مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في البلدين ، واتُفق على تبادل المعلومات والوثائق المتعلقة بالصحافة والإعلام وتوحيدها .

واستكمالا لسلسة الاجتماعات التي عُقدت بين البلدين،اجتمعت الهيئة السياسية العليا في دمشق في 24/1/1979م ، لمتابعة عمل اللجان الفرعية وما توصلت إليه من انجازات لإستكمال توحيد البلدين. وفي 30/1/1979م ،أعلنت الهيئة السياسية العليا،  أن اجتماعا سيعقد قريبا جدا في بغداد لإقرار الصيغة النهائية لدستور دولة الوحدة.

قدمت الحكومة السورية في 18 أيار 1979م ، مشروعين لتوحيد عمل الحزب والدولة ،وطرحت الحكومة العراقية مشروعين آخرين لوحدة القطرين ، إلا أن الخلافات في وجهات النظر ظهرت مبكرا ،مما ساهم في إفشال ذلك المشروع وتتلاشى الآمال في تحقيق الوحدة .

ويبدو أن انشغال القيادتين في البحث عن صيغة ملائمة لتوحيد الحزب في البلدين بشكل يتلاءم مع دستور دولة الوحدة ، كان من أهم العقبات التي واجهت المشروع الوحدوي رغم أن الحزب الحاكم في البلدين هو حزب البعث العربي الاشتراكي .

كان من المفترض البدء في توحيد الدولتين على مراحل في منتصف شهر نيسان 1979م ، فأتفق الطرفان في المرحلة الأولى على تشكيل مجلس رئاسة دولة .

لكن حافظ الأسد كعادته غدر بذلك المشروع.

فقد كشف العراق أن حافظ الأسد كان قد شكل خلية للانقلاب على هذه الخطوة والسيطرة على العراق عن طريق مجموعة من المسؤولين البعثيين العراقيين والقوات الإيرانية ليساعدوه على قلب نظام الحكم والسيطرة على مفاصل الدولة العراقية وكان هذا هو السبب الرئيسي في فشل ذلك المشروع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.