من الفوضى إلى الدولة: شهادة على التحول السوري

مستلهم من تغريدة للصحفي والمحلل السياسي مايكل أريزانتي

قبل خمسة أشهر، لم أكن لأتخيل أنني سأكتب هذه الكلمات. مثل كثيرين، كنت أظن أن سوريا ستبقى رهينة أجندات خارجية وصراعات داخلية، وضحيةً لحربٍ استنزفتها لسنوات. لكن ما شهدته على الأرض، في فترة قصيرة تحت القيادة السورية الجديدة، كان مختلفاً… وصادماً بقدر ما هو مُلهم.

هذه الكلمات ليست فقط تعبيراً شخصياً، بل هي أيضًا مقتبسة من تغريدة مؤثرة نشرها الصحفي والمحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط مايكل أريزانتي، الذي قال فيها:

“لم أتوقع أن أقول هذا، لكن ما رأيته في سوريا تحت القيادة الجديدة أدهشني، ليس على الورق فحسب، بل في حياة الناس اليومية.”

استعادة السيادة… بالأفعال لا الأقوال

منذ اللحظة الأولى، اتخذت الحكومة الجديدة خطوات جريئة، غير معتذرة، لاستعادة سيادة البلاد.

  • تم إحباط المشروع الإسرائيلي للسيطرة على القنيطرة عبر ما يُعرف بـ”المشروع الدرزي”.
  • تم تفكيك الميليشيات، حتى تلك المتحالفة مع إيران، والتي طالما اعتُبرت عصية على الحل.

حملة وطنية ضد الكبتاغون

بقيادة حملة شاملة على تجارة المخدرات:

  • ضُربت معامل إنتاج الكبتاغون وشبكات التهريب.
  • أُعيد بناء جهاز الشرطة الوطني بالكامل، بقوة مدربة وجديدة.

والنتيجة؟ لم تكن دعاية إعلامية، بل تغيير ملموس في مدن مثل حلب وحماة: كهرباء، مياه، مستشفيات، وأساسيات حياة تعود تدريجياً.

الاقتصاد يبدأ بالتنفس من جديد

  • ارتفع إنتاج النفط.
  • أُعيد فتح المعابر مع العراق، الأردن، وحتى تركيا.
  • تعافت حركة التجارة.
  • استُعيدت الليرة السورية كعملة وطنية.
  • عادت الحياة إلى مطار دمشق.

هذه ليست مجرد مؤشرات، بل عودة فعلية لأسس الدولة.

على الساحة الدولية… سوريا تعود

  • اتفاقيات تعاون مع قطر، مصر، الإمارات في مجالات الطاقة والإعمار.
  • تخفيف جزئي ومبكر للعقوبات الأوروبية والأميركية – خطوة لم يكن أحد يتوقعها بهذه السرعة.

بعد إنساني وثقافي لا يقل أهمية

  • ترميم المساجد والكنائس في حمص وحلب.
  • مشاركة اليونسكو في إعادة إعمار تدمر وحلب القديمة.
  • استعادة مئات القطع الأثرية المسروقة.
  • إعادة الممتلكات المصادرة من قِبل ميليشيات مدعومة من الخارج.
  • إلغاء رسوم الطرق وفرض نظام ضريبي وجمركي موحد.

الحقائق لا تكذب

من الطبيعي أن يكون هناك شك. تاريخ سوريا القريب ترك الكثير من الجراح. لكن ما يحدث الآن، لا يمكن إنكاره.

النتائج حاضرة، والواقع يتكلم.

ما قاله مايكل أريزانتي

في تغريدة لاحقة، علّق أريزانتي:

“ما يحدث في سوريا لا يمكن تجاهله. عودة للسيادة، انضباط، ونهوض اقتصادي حقيقي… هذا لا يشبه ما رأيناه في السنوات السابقة.”

هذه ليست مجاملة. بل شهادة من مراقب دولي، لم يعتد تقديم الإطراء بسهولة.

في الختام

في عالمٍ تهيمن عليه التدخلات الخارجية والوعود الكاذبة، فإن ما يحدث في سوريا اليوم – بقيادتها وشعبها – يبدو وكأنه معجزة سياسية تتبلور في صمت. دولة ترفض أن تكون تابعًا، وتنهض من تحت الركام بإرادتها الخاصة.

وما نشهده اليوم، يستحق أن يُقال… ويُسجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.