معاناة الثروة الحيوانية مع ضعف المحصول الزراعي.

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

أدى ارتفاع أسعار الأعلاف إلى زيادة تكاليف إنتاج الأغذية الحيوانية، ما تسبب بخروجها عن قدرة السوريين الشرائية، إذ تشهد أسعار أغلب السلع الغذائية، بمختلف صنوفها في مناطق سيطرة النظام السوري ارتفاعا غير مسبوق، يهدد الأمن الغذائي لأكثر من اثني عشر مليون شخصا، وفقا لتقديرات سابقة للأمم المتحدة.

وأتت حرب أوكرانيا، فضلا عن العقوبات الغربية على دمشق، لتزيد صعوبة التمويل المصرفي، وتحرم النظام السوري من قدرته على تأمين استيراد الأعلاف والحبوب من روسيا وأوكرانيا. إذ يحتاج النظام  السوري سنويا مليونين ومئتي ألف طن من القمح، لتوفير الخبز في مناطق سيطرته التي يبلغ فيها متوسط تكاليف معيشة عائلة مكونة من خمسة أفراد ٢.٨ مليون ليرة ٧١٤ دولاراً وفق تقديرات “مؤشر قاسيون الاقتصادي. الأمر الذي يكشف مدى تفاقم الأزمة الغذائية في سوريا

ويعاني مربو الثروة الحيوانية من انعدام قدرتهم على تأمين العلف للحفاظ على مصدر رزقهم، وتأمين منتجات غذائية للأسواق. تساعد في تخفيف الأزمة الغذائية في سوريا.

فهناك نقص في الأدوية البيطرية، وفي العلف وغيره من مستلزمات إنتاج الفرّوج والبيض، ما دفع بعديد من مربي الدواجن للخروج من دائرة الإنتاج. وهذا بدوره خلق نقصا في مادتي البيض والفرّوج، وارتفاع أسعارها في السوق المحلية.

فالذرة الصفراء وفول الصويا وبعض المتممات الغذائية ارتفع سعرها بنسبة كبيرة، إذ بلغ سعر طن الصويا ٣.٢ مليون ليرة سورية، جراء تحكّم التجار والمستوردين بسعر العلف وطريقة توزيعه، وهذا بدوره ينعكس على أسعار البيض والفرّوج في حال لم يدعم النظام السوري العلف، ويفتح دورات علفية للمربين، فسيضطرون لإغلاق منشآتهم التي تعتاش منها الكثير من العائلات  فضلا عن خسارة السوق لمنتجاته.

ولا تقتصر مشكلة الدواجن، بكل انعكاساتها على الأزمة الغذائية في سوريا، على توفر العلف من عدمه، بل تمتد إلى الضرائب المفروضة على مربي الدواجن، والمقدرة بنسبة خمسين بالمئة من الأرباح السنوية الصافية لمنشآت الدواجن والمباقر.

وضعف القوة الشرائية للسكان، وانخفاض الدخل، ساهما في إغلاق العديد من منشآت الدواجن الخاصة، فضلا عن عجز مربي الدواجن الصغار عن الاستمرار في عملية الإنتاج.

 ولعل أسعار الفرّوج والبيض، التي خرجت من دائرة استهلاك أغلب الأسر السورية، أحد أهم فصول الأزمة الغذائية في سوريا، نظرا لأهمية هاتين المادتين في سلة غذاء السوريين. ويبلغ سعر الفروج اليوم، في سوق باب سريجة الدمشقي، اثني عشر ألف ليرة، وسعر طبق البيض ستة عشر ألف ليرة.

فالأسرة المكوّنة من خمسة أشخاص ودخلها لا يتجاوز مئة ألف ليرة استغنت عن الفروج منذ سنوات وسط اعتمادها في معيشتها على مساعدات الجمعيات الخيرية، التي توزع بعض السلل الغذائية. وهذا حال أغلب الأسر مع الأزمة الغذائية في سوريا، وسط تقديرات برنامج الأغذية العالمي بوجود ١.٣ مليون سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.