كشفت مصادر محلية وأمنية عن تصاعد تحركات مشبوهة تقوم بها ميليشيا “قسد” بالتنسيق مع ضباط سابقين في نظام بشار الأسد المخلوع، بهدف إعادة تجنيد فلول الأجهزة الأمنية القديمة ضمن تشكيلات عسكرية جديدة تنتشر في مناطق الجزيرة السورية.
وبحسب ما أوردته المصادر ، فإن ضابطًا سابقًا برتبة نقيب في جهاز الأمن العسكري بدأ بتشكيل مجموعات مسلّحة تحت اسم “درع الأمن العسكري”، وذلك بالتنسيق مع “قسد” وبمشاركة مقداد إسماعيل، أحد أبرز منسقي العلاقة بين الطرفين في السابق. التشكيل الجديد يضم أكثر من 300 عنصر وينشط في مدينتي الحسكة والقامشلي.
وفي ذات السياق، أفادت مصادر أمنية (سورية وعراقية) للجزيرة نت بأن “قسد” شاركت في هجمات شنّها فلول النظام على مواقع الجيش السوري الجديد في مناطق الساحل، كما عقدت اجتماعات تنسيقية مع ضباط من الحرس الثوري الإيراني في محافظة السليمانية بكردستان العراق، بهدف عرقلة الاستقرار الأمني في سوريا وتعزيز الفوضى بما يخدم المصالح الإيرانية والكردية.
ووفقًا للمصادر ذاتها، تم تأسيس غرفة عمليات مشتركة تضم ضباطًا من الفرقة الرابعة التابعة للنظام وضباطًا إيرانيين في مدينة الرقة التي تسيطر عليها “قسد”. ويُشار إلى أن أكثر من 2500 عنصر وضابط من النظام السابق لجأوا إلى مناطق سيطرة “قسد” في الرقة ودير الزور، وانخرط مئات منهم لاحقًا في المعارك ضد الجيش السوري الجديد، لا سيما على جبهات سد تشرين.
وفي تطور لافت، كشفت شبكة نهر ميديا أن مدينة الطبقة تحوّلت إلى نقطة تهريب رئيسية لفلول النظام، حيث يتم تأمين تحركاتهم عبر صهاريج النفط نحو مناطق “قسد”، وسط تسهيلات كبيرة في الوثائق والعبور.
كما أكّد مراسل الشبكة أن بعض هؤلاء العناصر يتم تجميعهم في مدارس وأبنية حكومية داخل المربع الأمني في الطبقة، ليُنقل قسم منهم لاحقًا إلى الرقة والحسكة والقامشلي، ضمن مهام أمنية وجمع معلومات عن تحركات الجيش السوري الجديد.
ومن جهته، كتب الصحفي عامر هويدي عبر رصد خاص أن “قسد” خرّجت دفعة جديدة تضم 290 عنصرًا من فلول النظام ضمن ما يُسمى “لواء الحماية الذاتية” في الرقة، بعد خضوعهم لتدريبات مكثفة على يد كوادر “قسد”. وأكد أن معظم المنضمين الجدد ينحدرون من مناطق الساحل السوري.
وتشير التقارير إلى أن هذا التحالف غير المعلن بين “مليشيا قسد ” والحرس الثوري الإيراني لا يقتصر على فلول النظام، بل قد يمتد – بحسب مصادر الجزيرة – إلى تسليح سجناء من تنظيم الدولة الإسلامية وتنفيذ عمليات ضد الإدارة السورية الجديدة.
كما دفعت هذه التطورات الجيش التركي إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى خطوط التماس مع “مليشيا قسد” في الرقة وريف حلب، خوفًا من توسع دائرة التنسيق الإيراني-الكردي نحو مناطق النفوذ التركي.
مصادر:
- الجزيرة نت
- شبكة نهر ميديا
- الصحفي عامر هويدي