كيف تأثرت قلعة جعبر في الحرب السورية

الرقة – محمد فلاحة

تمتلك مدينة الرقة، مواقع أثرية عديدة بارزة وشهيرة على مر العصور،  يعتبر حوض نهر الفرات من المناطق التي استوطنتها الكثير من الحضارات والتجمعات البشرية ، لوفرة مياهها وخصوبا اراضيها .

 

قلعة جعبر، هي إحدى تلك الآثار الهامة جداً في سوريا، فهي تُكمل جزء اساسياً من خارطة الآثار المنتشرة ، وتمتاز القلعة بموقعٍ استراتيجي هام على هضبة كانت تشرف على نهر الفرات سابقاً، واليوم أصبحت شبه جزيرة ضمن بحير السد الصناعية.

 

وتقع قلعة جعبر أو بحسب اسمها الأول “دوسرية” تقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات وعلى بعد 53 كيلو مترًا من مدينة الرقة

 

وكانت تسمى بقلعة “الدوسرية” نسبتاً لدوسر غلام النعمان بن منذر ملك الحيرة قبل الإسلام . ثم اخذها منه جعبر سابق القيشري وتسمى بقلعة جعبر لتاريخ يومنا هذا.

 

واصبحت مقصداً سياحياً هاماً يقصده معظم السياح المهتمين بتاريخ والآثار ، فضلاً عن كونه مقصداً ترفيهياً لأهالي مدينة الطبقة والرقة ومنبج طمعاً في طبيعة المكان المحيط بها من ماء و ضلال الشجار.

 

الأحداث منذ عام 2011 أدى إلى إهمال القلعة ، وسرقت وتخريب الأدوات الموجودة فيها ، من قبل الفصائل التي سيطرت على المنطقة ولصوص استغلوا الفلتان الأمني، وتحويلها إلى ساحات للتدريب العسكري مستغلين منع قصفها لكونها مدرجة على لائحة اليونيسكو بالإضافة لسجن مركزي في فترة سيطرة تنظيم الدولة “د ا ع ش” ما ظهر بعض التصدعات و التشققات في سور القلعة وبعض الأبراج الدفاعية وخاصة برج الغريب ،كل ذلك بسبب توقف أعمال الصيانة والترميم للقلعة

 

كمعظم الآثار السورية، فقد نالت قلعة جعبر نصيبها من الحرب، حيث تعرضت لعمليات حفر عشوائية غير شرعية بحثاً عن الآثار منذ بداية العام 2013 من قبل مهربي ولصوص الآثار.

استمر الوضع على ما هو عليه بسيطرة كاملة لتنظيم الدولة “د ا ع ش” على قلعة جعبر عام 2016 حينما كان التنظيم يتراجع أمام تقدم قوات سوريا الديمقراطية من معظم مناطق شمال سوريا.

 

تحتوي قلعة جعبر على العديد من المزايا التاريخية التي تشير للأمم السابقة والمتواترة عليها عبر التاريخ، ولعل من أهم تلك الآثار المعمارية هي مئذنة المسجد، وهي ضخمة جدا وفريدة في العمران، وتتموضع في القلعة بشكل طولي اسطواني تحوفها الكتابة من الأعلى ، وتحمل المئذنة اسم نور الدين محمود بن زنكي، حيث يبلغ ارتفاعها حوالي 27 متراً وقطرها 540 سنتيمترا.

 

 

كانت لجنة الآثار التابعة للنظام السوري تشرف على أجراء عملية ترميمية سنوية للقلعة حفاظاً عليها من التشقق والتآكل كونها مصنوعة بالكامل من الجص الذي يتأثر سلباً بالماء المحيطة بالقلعة ، لكن انقطعت عملية الترميم منذ عام ٢٠١٠ ، ما أدى لتشقق في معظم جدرانها .

 

بعد تحرير القلعة من تنظيم الدولة “د ا ع ش” عام ٢٠١٧ ناشدت قوات سوريا الديمقراطية المنظمات الدولية للتدخل وترميم القلعة بعد تخريب أجزاء منها من قبل التنظيم.

 

مؤخراً أطلق ناشطين سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامنية حملت عنوان “انقذوا قلعة جعبر”

وذلك عقب الأضرار التي لحقت القلعة، واحتمالية حدوث انهيار مفاجئ لأجزاء كبيرة في القلعة لا سيما الأعمدة الموجودة داخلها بسبب الأمطار وتوقف عمليات الترميم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.