سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
منذ انقلاب المقبور حافظ الأسد وسيطرت على مفاصل الحياة في بلد كان يوم من الأيام جوهرة الشرق فقد كانت سوريا في مقدمة البلدان اقتصاديا وحرية وديمقراطية.
ولكن بعد ذاك اليوم المشؤوم تغير كل شيء فأصبحت سورية مزرعة منهوبة بكل ثرواتها لبيت الأسد وأذنابه.
فعلى سبيل المثال فقد فازت شام الأسد، ابنة ماهر الأسد شقيق رأس النظام بشار الأسد، بالمركزين الأول والثاني ضمن بطولة الفرق للفروسية في سوريا التي أقيمت ٢٠١٩.
وشاهد الناس، صورة لشام تعود إلى ٢٠١٩ وهي تقف على منصة التتويج، حيث وضعت قدميها على المركزين الأول والثاني في وقت واحد أيضا.
في الوهلة الأولى لم يصدق الناس هذا الخبر ووقف عند هذه الصورة التي حذفها من ذاكرته واعتبرها دعابة إلى أن تحقق الناس منها، ولكن اندهش الناس من استغرابهم فلماذا يستغرب ولم تتغير الأمور على اعتبار سوريا مزرعة عائلة الأسد كل عائلة الأسد فيها حاضرة والغائب الوحيد فيها الشعب السوري.
وهذا الخبر تتباهى به الوكالة الرسمية للنظام السوري (سانا)، باختتام المرحلة الثانية من دورة السلام لفروسية قفز الحواجز، بعد منافسات استمرت لأربعة أيام في نادي مايسميه النظام الشهيد باسل الأسد بالديماس بريف دمشق”.
فتتوج شام الأسد بلقب الفئة العليا “أ” لارتفاع 145 سم، ثم تحل في المركز الثاني أيضا في الفئة نفسها بمشاركتها على جواد آخر ولا مانع أن تترك مكانا أدنى في مسابقة أخرى لابن من أبناء عائلة حمشو الحليفة والشريكة.
فالتاريخ يعيد نفسه ولكن سوريا اليوم وطن مكلوم يعاني من الحرب والعنف تظهر فيه صورة شام فائزة وتختفي صور المنافسين الآخرين
نعم ببساطة مفروضة علينا شام الأسد لتعيد أمجاد عمها باسل، حيث ظهرت شام أيضاً قبل عامين، بسباق مشابه بصحبة أختها بشرى وأمها منال الجدعان الأسد، التي تشغل منصب الرئاسة الفخرية لاتحاد الفروسية .
ولكن لا بد أن تستحضر الذاكرة هنا بعضا من تاريخ باسل الأسد شقيق ماهر وبشار، الذي مات في حادث مروري لم توثق كل تفاصيله وكثرت الأقاويل والاتهامات والإشاعات بشأنه، ووثق كثيرون أنه قام بسجن البطل السوري عدنان قصار في العام 1993 لأنه تفوق عليه في إحدى بطولات الفروسية.
ظاهرة إعادة باسل الأسد في شام وإحلالها محله ربما لأن استذكار باسل تضاعف لدى بعض أنصار النظام السوري الحالي، بعد انطلاق الثورة السورية المطالبة بإسقاط بشار الأسد ولجوئه إلى الخيار العسكري لقمع معارضيه. حيث أدت حربه، فضلاً عن الخسائر بالأرواح والممتلكات، إلى خسارته عدداً هائلا من ضباط جيشه وجنوده، واعتبر المؤيدون الأغبياء أنه لو كان باسل حيا لما حدث كل ذلك فهل المطلوب اليوم إحلال شام بدل باسل في الذاكرة السورية..
وربما يكون فوز شام مجرد رغبة منال جدعان لنيل ابنتها الجوائز الرياضية، وتحديداً في الفروسية بوصفها “رياضة النبلاء” ولكن بالتأكيد لدى ماهر وبشار تختلف سبب الرغبة في ممارسة أولادهم الفروسية ليغلب عليهم “منطق التوريث” حتى لو أعجبوا بالمنطق نفسه “منطق النبلاء”.
شام ومركز مستنسخ أول وثاني قوة لا تنافس مدعومة بالفرقة الرابعة لنتذكر اسم الفارس عدنان قصار.
اتهم قصار عندما صدق أن هناك تنافسا وحكما وفائزين بحيازة متفجرات، ومحاولة اغتيال باسل، في حين تم سجنه دون محاكمة ولم يخرج من السجن إلا بعد ٢١ عاما وفي إطار “عفو رئاسي”
لقد تمكّن قصار عندما صدق أن هناك مسابقة من الفوز على باسل الأسد، واعتُقل بعدها، وزُجّ به في سجن صيدنايا العسكري. وعند وفاة باسل الأسد في العام 1994، قام سجانوه بإخراجه من زنزانته، والاعتداء عليه بالضرب بشكل وحشي، من دون أن يعلم قصار سبب هذا الاعتداء بحسب ما تناقلته منظمات حقوقية.
فعدنان لم يكن مثل الفارس أغيد قباني الذي يقال إنه كان يترك الفوز والمكان الأول دائما لباسل رغم قدراته وكفاءته.
ونستذكر حافظ ابن بشار الأسد الذي فاز بالمركز الأول بأولمبياد الرياضيات في سوريا وعندما شارك على المستوى العالمي لم ينافسه أحد بالمركز الأخير.
أما بالنسبة للشهادات فبنت بشار أولا وبنت ماهر ثانيا.
فالألقاب كثيرة مادامت السلطة بيت آل الأسد.
فميدان الفروسية باسم باسل الأسد والمتسابقة من عائلة الأسد وترأس الاتحاد زوجة ماهر الأسد في بلد عظيم مثل سوريا يعتبرونه بلد الأسد.