في قصر الإليزيه: مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين الشرع وماكرون يؤكد انطلاق مرحلة جديدة في العلاقات السورية الفرنسية …..باريس – BAZNEWS

عقد الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا في قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الأسد. وقد شكل المؤتمر إعلانًا واضحًا عن انفتاح سياسي جديد بين دمشق وباريس، وسط تأكيدات من الجانبين على دعم إعادة إعمار سوريا واستقرارها.

وفي مستهل حديثه، شكر الرئيس الشرع فرنسا وشعبها على احتضان اللاجئين السوريين خلال سنوات الحرب، مشددًا على أن الشعب السوري “دفع ثمنًا باهظًا من أجل الحفاظ على إنسانيته في وجه الاستبداد الذي مارسه النظام السابق”.

وأضاف الشرع: “اسم سوريا ارتبط بالحرب والبراميل والأسلحة الكيماوية، ونحن اليوم نحاول استيعاب نهاية حكم استخدم الطائفية سلاحًا ضد شعبه”، مؤكدًا أن “سلامة السوريين هي الأولوية القصوى، ولا أحد أحرص على ذلك من الدولة السورية الجديدة”.

وأشار الرئيس السوري إلى أن بلاده منفتحة على لجنة التحقيق الدولية بشأن الهجمات الطائفية، وأن هناك “مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء”، هدفها “التهدئة ووقف الانتهاكات المتكررة”، موضحًا أن إسرائيل قصفت سوريا أكثر من 20 مرة خلال أسبوع واحد تحت ذريعة حماية الأقليات.

كما أعلن الشرع أن سوريا “أثبتت جدّيتها في مكافحة المخدرات”، وأن إنتاج الكبتاغون “تراجع بشكل كبير بعد انهيار النظام السابق”، مضيفًا: “تحركنا بسرعة في مواجهة الهجمات الطائفية، ولا مكان للفتن في مستقبل سوريا”.

وفي ما يخص الملف الأمني، قال الشرع إنه ناقش مع ماكرون أمن الحدود السورية اللبنانية، والوضع على الجبهات، مشددًا على أن “مستقبل سوريا لن يُصاغ في غرف مغلقة ولا في عواصم بعيدة”.

من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم بلاده “لانتقال سلمي يضمن العدالة والاستقرار في سوريا”، مشددًا على أن “الإطاحة بنظام الأسد لاقت ترحيبًا دوليًا، ويجب حماية جميع السوريين دون استثناء”.

وقال ماكرون: “ذكّرت الرئيس الشرع بضرورة حماية كل السوريين وملاحقة المسؤولين عن أعمال العنف. لا يمكن تجاهل موجة العنف الطائفي الجديدة في سوريا”، مشيرًا إلى أن “فرنسا لن تملي أي دروس على سوريا، لكنها تشارك الشعب السوري تطلعاته العادلة”.

وأضاف ماكرون أن إنتاج الكبتاغون في سوريا “تراجع بنسبة 80%”، وأن الرئيس الشرع “بذل جهدًا كبيرًا” في هذا المجال، معلنًا أن فرنسا ستدفع باتجاه رفع تدريجي للعقوبات الأوروبية عن سوريا، وستضغط على واشنطن لسلوك نفس المسار.

كما كشف ماكرون عن استعداد بلاده لإطلاق مفاوضات بين سوريا ولبنان لترسيم الحدود، مؤكدًا أن “استقرار سوريا من استقرار المنطقة، وأمنها يهم أمن فرنسا”، معلنًا: “سنبقى إلى جانب الشعب السوري وسنقيّم الوضع بعد ستة أشهر”.

وفي ختام المؤتمر، قال ماكرون إن بلاده تحاول إقناع الولايات المتحدة بتأجيل سحب قواتها من سوريا، مشيدًا بالنهج الجديد للرئيس الشرع في مواجهة التحديات وبناء الدولة على أسس العدالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.