فن الموشحات في الأدب العربي،،

الموشحات هي شكلٌ من أشكال الشعر ابتكره أهل الأندلس لرغبتهم في التجّديد والخروج على نظام القصيدة التقليديّة بحيث ينسجم هذا الأدب الجديد مع طبيعة حياتهم الاجتماعية في تلك المرحلة وتميز هذا النوع من الأدب عن غيره بعدة أمور منها: خصوصية البناء وتميز اللغة واختلاف الإيقاع والارتباط الكبير بالموسيقى والغناء والالتزام بقواعد معينة كاستخدامه للغة الدارجة أو اللغة الأعجميّة وقد لاقى هذا الأدب اهتماماً كبيراً من الملوك والأمراء مما كان له الأثر الأكبر في انتشاره الواسع خصوصاً بعهد المرابطين.

اختلف النقّاد و الباحثين على تسمية المؤلف الفعلي لفن الموشحات فمنهم من ذكر أنه أبو بكر عبادة بن ماء السماء الشاعر القرطبي الفحل شاعر الاندلس و رأس الشعراء في الدولة العامرية و منهم من ذكر أنه مقدم ابن معافى القبري و الذي سمي بذلك نسبة الى قرية قبرة التي ترعرع فيها في الأندلس. و لم يبق لنا من موشحاته شيء. برع الكثير من الشعراء في فن الموشحات منهم عبادة القزاز و الأعمى النطيلي الذي يعتبر كبير شعراء الموشحات في عصر المرابطين وابن باجه الفيلسوف الشاعر ولسان الدين بن الخطيب وزير بني الأحمر بغرناطة . بالإضافة إلى ابن سناء الملك صاحب الكتاب المشهور دار الطراز في عمل الموشحات و الذي لعب دورا في نقل الموشحات الى مصر.

يحتوي الموشح على عدة مكونات أساسية هي:

 

-المطلع أو المذهب: هو مقدمة الموشّح و أول أقسامه وهو القفل الأول الذي يُفتتح بهِ المُوَشّح فإن وجد سُمي المُوشّح تاما وان لم يوجد يُسمّى أقرع.

 

-القفل: هو الجزء من المُوشّح الذي يتكرر بقافيته ويشترط في الأقفال جميعاً أن يكون لها قوافٍ واحده في المُوشّح كله.

 

-الغصن: هو الشطر الواحد من القفل وقد يحوي غُصنين أو أكثر.

 

-الدور: هو القسم الذي يكون بين قفلين وهو يتألف من أجزاء أقلّها ثلاثة ولا تتجاوز

الخمسة إلا نادراً. والأدوار تتماثل جميعاً في المُوشّح الواحد من حيث الأجزاء ولكنها تختلف من ناحية القوافي.

 

-السمط: هو الجزء من الدور و يتكون من فقرة او اثنتين او ثلاث او اربع ولكل فقرة قافية تتكرر في اسماط الدور الواحد وتختلف من دور الى دور.

 

-البيت: هو الدور عند جماعة من الباحثين والدور مع القفل الذي يليه عند جماعة ثانية.

 

-الخرجة: هي القفل الاخير من المُوشّح ويُستحسن فيها اللحن او الكلام العامي.

 

و هذه المكونات الأساسية لعبت دورا في انتشار فن الموشح بصورته الأصلية و لم يطرأ عليه أي تغيير مع الزمن

موشحة ابن زهير.

ومن أشهر الموشحات هذا الموشح :

أيها الساقي إليك المشتكى قد دعوناك وإن لم تسمعِ (مطلع)

 

ونديم همت في غرّته (دور)

 

وبشرب الراح من راحته (دور)

 

جذب إليه الزق واتكى وسقاني أربعاً في أربع (قفل)

 

غصن بانٍ مال من حيث ما التوى (دور)

 

مات من يهواه من فرط الجوى (دور)

 

كلما فكر في البين بكى….ويحه يبكي لمن لم يسمعِ (قفل)

 

كبدٌ حرّى ودمعٌ يكف

 

يذرف الدمع ولا ينذرف

 

أيها المعرض عما أصف

 

قد نما حبي بقلبي وزكا لا تقل في الحب إني مدعي (خرجة).

فصار الموشح لوناً جميلاً من ألوان الأدب العربي.

 

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.