قصة الأسود العنسي الذي ادعى النبوة،،

الأسود العنسي هو رجل من أهل اليمن من قبيلة مذحج أسلم لكنه ارتد في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم بل ادعى النبوة. اسمه عَبْهَلة بن كعب ولقبه ذو الخمار وكان كاهنا مشعوذاً ويريهم الأعاجيب اعترض على تسليم الزكاة وواجه معارضةً من قِبَل بعض زعماء القبائل وقد تحرك في منطقة حِمْيَر. وتروي الحكاية :
أن الاسود لما ادعى النبوة وتغلب على اليمن وقتل ملكها شهر ابن باذان و تزوج امرأته وأسند أمر الجيش إلى قيس بن عبد يغوث وأسند أمر الابناء وهم أبناء الفرس باليمن إلى فيروز وداذويه كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هؤلاء بقتال الاسود أما مصادمة أو غيلة فاتفقوا على اغتياله فأخبره شيطانه فأرسل إلى قيس وقال : يا قيس ما يقول الملك قال قيس : وما يقول. قال : يقول : عمدت إلى قيس فأكرمته حتى إذا دخل منك كل مدخل وصار في العز مثلك مال ميل عدوك وحاول ملكك وأضمر على الغدر انه يقول : يا أسود يا أسود يا سوءة يا سوءة اقطف قنته وخذ من قيس أعلاه والا سلبك أو أخذ قنتك
فقال قيس وحلف به و كذب وذي الخمار لانت أعظم في نفسي وأجل عندي من أن أحدث بك نفسي . قال الاسود : ما أجفاك. أتكذب الملك وعرفت الآن انك تائب مما اطلع عليه منك يعني ما اطلع عليه شيطانه الذي يسميه الملك .
وقال سيف : ثم خرج قيس وأخبر جماعته بما جرى له مع الاسود وتواطؤوا على إنفاذ ما اتفقوا عليه من قتله فدعا الاسود قيسا ثانية وقال له : ألم أخبرك الحق وتخبرني الكذابة انه يقول يعني شيطانه الذي يسميه الملك يا سوءة. يا سوءة الا تقطع من قيس يده يقطع قنتك العليا فقال له قيس : ليس من الحق أن أقتلك وأنت رسول الله فمر بي بما أحببت فإما الخوف والفزع فأنا فيهما مخافة ! اقتلني فموتة أهون علي من موتات أموتها كل يوم قال سيف : فرق له فأخرجه.
وقال دعا الاسود بمائة جزور بين بقرة وبعير وخط خطا فأقيمت من وراء الخط ، وقام من دها ، فنحرها غير محبسة ولا معقلة ما يقتحم الخط منها شئ ثم خلاها فجالت إلى أن زهقت ونقل سيف عن الراوي أنه قال : ما رأيت أمرا كان أفظع منه ولا يوما أوحش منه . قال سيف : وتواطؤوا مع زوجته على اغتياله ليلا فلما دخلوا عليه ليقتلوه بادره فيروز فأنذره شيطانه بمكان فيروز وأيقظه فلما أبطأ تكلم الشيطان على لسانه وهو يغط في نومه وينظر إلى فيروز قال له : مالي ولك يا فيروز فدق فيروز رقبته وقتله .
قال : ثم دخل الباقون ليحتزوا رأسه فحركه شيطانه فاضطرب فلم يضبطوا أمره حتى جلس اثنان على ظهره وأخذت المرأة شعره فجعل يبربر بلسانه فاحتز الآخر رقبته فخار كأشد خوار ثور سمع قط فابتدر الحرس الباب وقالوا : ما هذا فقالت المرأة : النبي يوحى إليه فخمد .
فكانت نهاية الأسود العنسي مدعي النبوة الذي كاد أن يفتن أهل اليمن ويبعدهم عن الدين الحنيف.

 

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.