في مشهد يفيض بالتناقضات والولاءات المتبدّلة، يبرز اسم حسن الفرحان العبدالرحمن، المعروف بلقب “أبو طي” أو كما يحلو للبعض تسميته بـ”شيخ بطيحان”، كواحد من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في المشهد العشائري والسياسي بمدينة القامشلي.
32 مرة تغيّر فيها ولاءه، متنقّلًا بين أحضان النظام السوري وميليشيا قسد، في محاولات مستميتة لانتزاع مشيخة قبيلة طي، رغم افتقاره لأي شرعية أو تاريخ عائلي يؤهله لهذا الموقع. شخص لا يملك من الإرث العشائري سوى الاسم، يسعى لتزوير الماضي وتلميع الحاضر عبر خيانات متكرّرة، وولاء يتغيّر بحسب المصلحة والثمن.
شيخ أم سمسار؟
يدّعي “أبو طي” تمثيل قبيلة طي، بينما الواقع يكشف عن مساعٍ محمومة لتسويق نفسه عبر منصات الإعلام التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، وذلك بعد صفقة مشبوهة رعتها شخصيات نافذة في هيئة الأعيان التابعة لقسد.
بحسب معلومات موثّقة، تدخّل فؤاد الباشا، المسؤول عن ديوان الهيئة، بالتنسيق مع حسين الحمرين من عشيرة “اليسار”، للتواصل مع حسن الفرحان في محاولة لتلميعه، مقابل وعود بمنزل، سيارة، وراتب شهري من الإدارة الذاتية. اختيارهم له جاء من منطلق انتمائه لعشيرة “العساف”، رغم أن سمعته بين أبناء العشائر كانت مثار شكّ دائم.
من راقٍ سياسي إلى “سمسار مساجين”
بعد تنصيبه كرئيس لما سُمّي بـ”مجلس قبيلة طي”، تحوّل حسن الفرحان إلى واجهة إعلامية. وحين صدر قرار عفو من الإدارة الذاتية، استُخدم كأداة لتهدئة الشارع، وجرى تصويره وهو يتجوّل داخل سجن علايا، في زيارة رتّبها مكتب الجنرال مظلوم عبدي عبر مديره “هفال وهراز”.
ما لبث أن استغل هذه الزيارة ليدّعي قدرته على “إخراج المساجين”، وبدأ يستقبل أهالي من الرقة، دير الزور، والحسكة، متقاضيًا رشاوى بمبالغ وصلت إلى آلاف الدولارات مقابل وعود كاذبة بإطلاق سراح الموقوفين. لم يُفرج عن أي منهم.
شكاوى موثّقة… وملف مغلق بضغط المتنفذين
مع تصاعد الشكاوى ضده – مدعّمة بأدلة صوتية ومرئية – تدخل جهاز الأمن العام في القامشلي، وتحديدًا مسؤوليه ديار خَشو ورشو سليمان. تم استدعاؤه للتحقيق، لكن المفاجأة كانت حين تم “تهريبه” إلى ما يسمى “استراحة الوزير” بمساعدة كل من وهراز وأبو عمر خانيكا، ليُغلق الملف بعد تدخلات مباشرة من قيادات قسد.
الأدهى، أن علاقة خفية ربطت “أبو طي” بالأمن العسكري التابع للنظام السوري. لتغطية ذلك، جرى تنفيذ “تمثيلية” اختطاف، قادها عبدالسلام خانيكا (أبو علي)، مسؤول العلاقات العسكرية في قسد، بهدف صرف الأنظار عن علاقته بالأفرع الأمنية للنظام.
حماية متواصلة رغم الفضائح
رغم أكثر من 6 شكاوى رسمية مرفوعة ضده، لم يُتخذ أي إجراء بحقه، بفضل تدخل شخصيات نافذة مثل أزاد، جمال، وعبدالرحمن حاجي الملقب بـ”الدكتور”. حتى “أم طي”، وتدعى أروى، انخرطت في حملة زيارات ووساطات لحمايته وتثبيته في موقعه.
ختامًا:
التاريخ لا يرحم. الزعامات تُبنى على المواقف لا على الصفقات، أما المتلوّنون فيبقون عبيدًا للظرف والمصلحة. “أبو طي” ليس سوى نموذج صارخ للفساد الذي ينخر الجسد العشائري والسياسي في شرق الفرات، حيث تُشترى الأصوات وتُصنع الزعامات على موائد المليشيات، لا في ساحات الشرف