غوانتانامو سوريا برعاية بريطانية،،

تعتبر مخيمات عائلات تنظيم الدولة “د ا ع ش” المحتجزين في مخيم الهول وسجون أخرى في شمال وشرق سوريا كابوساً مرعباً يخيف أغلب دول العالم، وخصوصاً تلك الدول التي تملك مواطنين هناك رفضت عودتهم إليها رغم مناشدات قوات سوريا الديمقراطية والمجتمع الدولي لهم .

‏حيث كشف تقرير لصحيفة التلغراف البريطانية أنه جميع المحاولات التي تقوم فيها بعض الدول العربية لتغير الواقع هناك فشلت .
وأشارت الصحيفة ‏” أنه هناك في شمال شرق سوريا،”سجن خلات”، الذي أقيم بتمويل بريطاني، وعلى الرغم من أن جدرانه مزينة برسومات كرتونية تسرّ الأطفال إلا أنها مغطاة بالأسلاك الشائكة ،وفي داخل تلك الجدران، يتمتع الأطفال المسجونون مع أمهاتهم المرتبطين بالتنظيم الإرهابي براحة من الزنازين التي يقضون حياتهم فيها، وأحياناً يصنعون قلادات على شكل قلب، وفي أوقات أخرى يصنعون بنادق.

ونوه التقرير” أن حكومة المملكة المتحدة تمول تلك السجون التي تحتجز مئات الأطفال من أعضاء “د ا ع ش” وبعض هؤلاء المعتقلين لا تتجاوز أعمارهم سنتين، وان بريطانيا قدمت مبلغ 20 مليون دولار، أي ما يقارب 15 مليون جنيه إسترليني، لتحسين الظروف في السجون القذرة والمكتظة في تلك المنطقة التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وواشار التقرير إلى أن ” هناك أيضاً ما لا يقل عن 700 طفل وربما مئات آخرين، محتجزون لأجل غير مسمى ودون تهمة في السجون، حيث ترقى الظروف إلى حد التعذيب، بحسب مقرر خاص للأمم المتحدة، ولم تتم مقاضاة أي منهم أو إدانته بأية جريمة.”

غوانتانامو سوريا برعاية بريطانية،

وانتقد التقرير الحكومة البريطانية أنها تستخدم أموال دافعي الضرائب لدفع تكاليف نمو الأطفال خلف الأسلاك الشائكة في سجون مكتظة، وهو أمر مرعب، وفق تعبير مايا فوا، المديرة التنفيذية المشاركة لـ Reprieve، وهي منظمة غير حكومية قانونية تدافع عن النساء والأطفال المحتجزين في شمال شرق البلاد، ورأت أن حكومة المملكة المتحدة تعمل بشكل فعال على إنشاء غوانتانامو للأطفال في سوريا، بحسب زعمها.

و أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستعيد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين كان آباؤهم من مواطنيها ويقدر عددهم بنحو 60 لا يزالون في سوريا،

كما بين التقرير أنه ومنذ هزيمة التنظيم قبل 3 سنوات، لم يتم إجراء محاسبة كاملة لعدد الأطفال المرتبطين بالتنظيم المسجونين شمال شرق سوريا.فيما يوصف بعض الشبان المسجونين بأنهم جنود أطفال أي مشروع مقاتلين جدد في صفوف التنظيم، بينما يعتبر البعض الآخر مجرد مقاتلين عاديين وهؤلاء أيضاً خطرين.
أما مسؤولو تلك السجون فينظرون إلى قضية الأطفال من منظور أمني، ويعتبرونها شديدة الحساسية، حيث رفضت قوات سوريا الديمقراطية خلال زيارة الشهر الماضي، طلب “صحيفة التلغراف”، الإبلاغ عما بداخل السجون التي يحتجز فيها الأطفال.
وتحدث المسؤولون عن مخاطر أمنية ومخاوف من تسريب معلومات لتنظيم “د اع ش” عبر الخلايا النائمة.

ماذا عن مناهج التعليم؟

ووفق التقرير، لا يحتوي “مركز خلات” الذي تم افتتاحه حديثا على مناهج للتعليم لإزالة التطرف، إلا أنه يعلم الأطفال دروساً ابتدائية في اللغة الإنجليزية والعربية والرياضيات. وهناك داخل فناء محاط بسور مزين بجداريات لشخصيات كرتونية وأطفال صغار وأطفال يلعبون بألعاب بلاستيكية.وفي فترة ما بعد الظهر، يعود الأطفال إلى السجن مع أمهاتهم، الذين أرسلوا من مخيمي “الهول وروج” لمجموعة من الانتهاكات، بما في ذلك محاولة الفرار وتطرف أطفالهم.

أوضاع مأساوية للمحتجزين

وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فإن الأوضاع في السجون التي يحتجز فيها الأطفال “بغيضة”، فهناك تعذيب ومعاملة لا إنسانية.
كما أشار التقرير إلى أن الأولاد يعانون من مأوى مكتظ غير ملائم، حيث لا توجد أسرة، ولا تصل أشعة الشمس، وأيضاً لا يوجد مراحيض كافية، كما لا يمكنهم الاستحمام.
وذكرت فيونوالا ني أولين، المسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب، أنه يُقال إن العديد من الأطفال محتجزون دون شمس أو استحمام، وهم معرّضون لمرض السل وفيروس كورونا وأمراض معدية أخرى، مشددة على أن الأطفال لا يتحملون هذه الظروف.

قوات سوريا الديمقراطية تطلب المزيد من الدعم

ووفق التقرير أن قوات سوريا الديمقراطية قالت إن أموال المملكة المتحدة استخدمت أيضا لتحديث سجن النساء في الحسكة ومركز هيلت المجاور.
كما أعلن التحالف أنه بالإضافة إلى دعمه لـ “إصلاح وتجديد” مراكز الاحتجاز، فإنه يوفر الغذاء والماء والوقود ودعم الصرف الصحي لتحسين الظروف. فيما أكدت قوات سوريا الديمقراطية على أنها بحاجة إلى مزيد من المساعدة لتحسين الأوضاع في السجون، ودعت حكومات أجنبية لإعادة مواطنيها.
ويقدر عدد الأطفال في مخيم الهول المترامي الأطراف بنحو 27 ألف طفل، وعندما يبلغ الأولاد سن البلوغ تقوم السلطات بفصلهم بالقوة عن أمهاتهم وتنقلهم إلى السجون.

إعداد وتحرير : ابراهيم حمو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.