عودة الماسونية إلى سوريا: محافل المشرق السوري الكبير تستأنف أنشطتها بعد عقود من التوقف

دمشق – أعلنت رئاسة المجلس الأعلى لمحافل المشرق السوري الكبير في بيان رسمي عن استئناف أنشطتها بعد انقطاع دام أكثر من خمسين عاماً، نتيجة الظروف السياسية والأمنية التي فرضها النظام السابق. البيان، الذي صدر مؤخراً، أكد أن “البنائين الأحرار” أو الماسونيين يسعون للمساهمة في إعادة بناء المجتمع السوري على أسس العدالة والمساواة والحرية الفكرية.

تاريخ المحافل الماسونية في سوريا

تأسست محافل المشرق السوري الكبير في أوائل القرن العشرين كجزء من الحركة الماسونية العالمية. انتشرت في المدن الكبرى كدمشق وحلب، واستقطبت نخبة من المثقفين والسياسيين السوريين الذين رأوا فيها وسيلة لتعزيز قيم التسامح والإصلاح الاجتماعي. خلال النصف الأول من القرن العشرين، كانت المحافل الماسونية جزءاً من النسيج الثقافي السوري، قبل أن يتم حظر أنشطتها في الستينيات مع وصول حزب البعث إلى السلطة.

البيان الرسمي

أوضح البيان أن المجلس الأعلى لمحافل المشرق السوري الكبير يتطلع إلى العمل من جديد مع كافة شرائح المجتمع السوري. وأكد البيان على التزام المحافل بالقيم الإنسانية العالمية مثل العدالة، المساواة، والأخوة، مع التركيز على دعم التعليم، تعزيز الحوار الثقافي، والعمل على تحقيق التوافق المجتمعي.

جاء في البيان:

“إن عودة محافل البنائين الأحرار إلى سوريا تمثل بداية جديدة تحمل وعداً للشعب السوري باستعادة حرية التفكير والعمل لبناء دولة قائمة على سيادة القانون واحترام التنوع الثقافي والديني”.

التحديات والآفاق

تواجه الماسونية في سوريا تحديات كبيرة تتمثل في الصورة النمطية المرتبطة بها في المخيال الشعبي، نتيجة ارتباطها بنظريات المؤامرة وعدم تقبل البعض لفكرة التنظيمات السرية. مع ذلك، ترى رئاسة المحافل أن عودتها ستسهم في تعزيز السلام المجتمعي ودعم جهود إعادة بناء سوريا.

رسالة المستقبل

أكد المجلس أن المحافل الماسونية السورية ستعمل كمنصة للحوار الفكري والمساهمة في بناء مؤسسات الدولة بطريقة تركز على المستقبل، بعيداً عن الاستقطابات السياسية، مع التزامها بالقيم الوطنية.

ختاماً، عودة الماسونية إلى الساحة السورية تمثل منعطفاً جديداً يعكس التحولات الجارية في البلاد. ويبقى التساؤل قائماً حول مدى تقبل المجتمع لهذه العودة والدور الذي ستلعبه المحافل في مستقبل سوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.