أعلن قائد ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، أن البلاد تدخل مرحلة جديدة تبتعد عن الحرب، مشيراً إلى أن المفاوضات مع الحكومة الانتقالية تسير بشكل إيجابي، في خطوة قد تمهد لاستقرار طال انتظاره في الشمال السوري.
وفي تصريحات أدلى بها اليوم، كشف عبدي أن المحادثات الجارية أفضت إلى اتفاق على تحييد سد تشرين عن أي عمليات عسكرية، مؤكداً أن إدارة السد ستكون مدنية بالكامل، وأنه سيعود إلى وضعه الطبيعي كمؤسسة وطنية خدمية سورية.
وقال عبدي: “مقاومة سد تشرين حققت أهدافها بحماية المنشآت الوطنية، واليوم نؤكد أن مرحلة الحرب انتهت، وسنلجأ كسوريين إلى الحوار لحل جميع الخلافات”. كما شدد على أن التفاهمات مع الحكومة الانتقالية إيجابية، موضحاً أن الجانبين عازمان على منع أي محاولات لعرقلة الحوار أو زرع الفتنة، في إشارة واضحة إلى مساعٍ لبناء مسار سياسي داخلي قائم على التفاهم لا التصعيد.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عزمها تقليص عدد قواتها في سوريا إلى أقل من ألف جندي خلال الأشهر المقبلة، مع توحيد من تبقى منهم تحت مظلة “قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب”.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الساحة السورية تحركات متسارعة لتكريس حالة من الاستقرار، خصوصاً بعد التفاهم حول سد تشرين، في مؤشر على تحوّل تدريجي من المواجهات العسكرية نحو الحلول السياسية وإعادة ترتيب المشهد الأمني والإداري في مناطق الشمال.
ميدانياً، أخلت ميليشيا “قسد” جميع نقاطها غربي سد تشرين وفي داخل المدينة السكنية التابعة له، فيما قامت فرقها الهندسية بانتشال جثث عدد من عناصرها الذين قتلوا في غارات جوية تركية سابقة، ونُقلت الجثث عصر اليوم إلى مدينة الرقة، بحضور عناصر من الفرقة 60 التابعة للجيش السوري.
ولا تزال فرق الهندسة التابعة للجيش السوري تواصل عمليات إزالة الألغام في محيط السد، وقد أُعلن الانتهاء من تنظيف قرية السعيدين، إحدى أكبر القرى الواقعة غرب سد تشرين.