سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
انعكست أسباب عدة على القطاعات الخدمية الأساسية في مناطق سيطرة النظام السوري مع تشكّل أزمة نفطية كبيرة في البلاد وفقدان شبه كلي للكهرباء من بيوت السوريين، إلى جانب غلاء الخبز وظاهرة الطوابير أمام الأفران والمؤسسات الرسمية ومحطات الوقود، وسط مخاوف من مجاعة تضرب تلك المناطق بسبب الغلاء الجنوني في الأسعار وتفشي البطالة والتضخم الاقتصادي المرتبط بانهيار العملة المحلية.
وقد كشفت تصريحات رئيس حكومة النظام الحجم الحقيقي للأزمة الاقتصادية التي تعصف بالنظام السوري ومناطق سيطرته، في وقت عجز النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون عن استدراك التدهور المستمر، خاصة مع خسارته لأهم الموارد الاقتصادية الأساسية للنفط والقمح، وما تبعها من حصار دولي لوقف جرائم الأسد وحلفائه تجاه الشعب السوري.
وفي ردّه على مداخلة هجومية للممثل الموالي فراس إبراهيم حول الأزمات الاقتصادية المتفاقمة بمناطق سيطرة النظام وذلك خلال ورشة تحت عنوان صناعة الدراما السورية قال رئيس الحكومة حسين عرنوس: هذا الواقع السيئ اللي عم تحكي عنه منعرفه ولازم نعالجه.. أنا أعدكم تماما انو نحنا ما منحكي، نحنا منفعل، لكن منفعل ما نستطيع عمله”.
وأوضح المسؤول في كشفه لحجم الأزمات التي تعصف بالحكومة، وخاصة ملف النفط المحروقات والبنزين كان عنا ٣٨٥ ألف برميل باليوم، وحاليا ما عنا غير ١٨ ألف برميل، بينما احتياج سوريا ٢٥٠ ألف برميل كنا نستهلكهم والباقي يدخل في الموازنة، لكن اليوم كامل الاحتياج نستورده بالقطع الأجنبي.
وليتر المازوت بكلّف حوالي ٥ آلاف ليرة وعم نبيعه بـ ٥٠٠ ليرة”.
وفيما يخص القمح الذي يشكل عصب الحياة الأساسي قال عرنوس: “كان انتاجنا أكثر من ٥ ملايين طن من القمح سابقا، واليوم رغم كل الجهود بالقسم الخاضع لسيطرتنا عنا ٥٠٠ ألف طن واحتياجنا مليونين ونص طن في مليونين طن بدنا نستوردهم بالقطع الأجنبي”، معتبراً تلك الأزمة “خلقها العدوان والإجرام في التعدي على سوريا وعرفوا كيف يسيطروا على منابع النفط والثروة في سوريا”.
كما كشف النقص الحاصل في ملف الكهرباء وأسباب غيابه لمعظم الوقت عن السوريين بمناطق سيطرته كونه أهم الأسباب التي تثير الغضب الشعبي في المرحلة الراهنة وقال: كان سابقا عنا ٩٥٠٠ ميغا كهربا، واليوم وصلنا لـ ٢٣٠٠ ميغا، شلون ما بدو يكون عنا مشكلة كهرباء
التصريحات التي استخدمها عرنوس لإسكات السوريين، توضح حجم الأزمات الاقتصادية التي يعانيها النظام وحكومته بعد أعوام على الحصار الدولي وخاصة قانون (قيصر) الأمريكي، الذي فرض لإجبار بشارالأسد على الرضوخ للحل السياسي في سوريا، وكذلك خسارته لأهم الموارد النفطية والقمح في مناطق شرق الفرات الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية .