رئيس الشؤون السياسية بالحسكة يلتقي معتقلين سابقين وذوي شهداء: دعوات للعدالة الانتقالية وانتقادات حادة للفساد والإقصاء في الإدارة المحلية

في خطوة تعكس تحولات جارية في المشهد السياسي المحلي، استقبل رئيس مديرية الشؤون السياسية في محافظة الحسكة، عباس حسين، وفدًا من المعتقلين السابقين وذوي الشهداء، وذلك في مقر القيادة الجديد للمحافظة.

وخلال اللقاء، أكد حسين على ضرورة تفعيل العدالة الانتقالية وكشف مصير المغيبين، مشددًا على أهمية دمج أصوات المعتقلين وذوي الشهداء والمفقودين في عملية إعادة بناء سوريا الجديدة، بما يضمن عدم تكرار انتهاكات الماضي.

وأضاف أن “المرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود بين المجتمع والدولة لتحقيق مصالحة وطنية شاملة تُبنى على أسس من الحق والعدالة والكرامة الإنسانية”، داعيًا إلى تجاوز الانقسامات وتعزيز الثقة بين مكونات المجتمع السوري.

من جانبه، تحدث الأستاذ مروان مجيد الشيخ عيسى إلى رئيس المديرية، مؤكدًا أن الرؤية السياسية لسوريا تتطلب “نظرة شاملة وحكمة وحنكة سياسية بعد التوكل على الله”، مشيرًا إلى أن محافظة الحسكة، رغم ما تحتويه من طاقات وطنية وخيّرة، لا تزال تعاني من تهميش ممنهج وهيمنة فئات انتهازية ومرتبطة بمصالح قبلية أو أمنية.

وأشار الشيخ عيسى إلى أن “العديد من المسؤولين الحاليين في إدارات المحافظة جاؤوا من رحم الولاء للفروع الأمنية، وارتبطت أسماؤهم بالفساد الإداري والمالي لعقود”، مضيفًا أن “كلما ذهبت إدارة، جاءت أخرى أكثر فسادًا وتأييًدا، وهو ما يعكس إحباط الشارع الثقافي في الحسكة”.

كما انتقد التقلبات في المواقف داخل بعض العشائر، قائلاً: “من أيّد النظام سابقًا يؤيد قسد اليوم، وهناك من يحاول تلميع هذه الفئات لكسب منافع شخصية أو عشائرية على حساب من دفع ثمن المعاناة والتشرد”.

واختتم حديثه بالتشديد على أن “سوريا اليوم بحاجة إلى رجال يخافون الله ويتقونه بنهج عقائدي وأخلاقي صادق، وليس فقط بشهادات شكلية”، معتبرًا أن معاناة الناس الاقتصادية، وأزمة المياه المزمنة، أصبحت معروفة للجميع، ولا يجوز التغاضي عنها أو تأجيل معالجتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.