ذكرى التدخل الروسي في سوريا وإحصائيات مجازره 

شرق أوسط – مروان مجيد الشيخ عيسى

في الـ 30 أيلول 2015 أعلنت روسيا عن عملية عسكرية في سوريا. والهدف، كما ادعى بوتين حينها هو محاربة تنظيم (د ا ع ش)

وتحول ذلك حتى اليوم إلى أكبر وأطول تدخل خارجي للجيش الروسي منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. وفي خطوة أولى وجب على سلاح الجو مساندة جيش النظام السوري الذي كان قد شارف على الانهيار.

وتم تحريك وحدات المشاة لاحقا وبحجم محدود في شكل وحدات خاصة وفي نهاية الغزو كشرطة عسكرية. وأفادت أيضا تقارير باستخدام هياكل خاصة شبه عسكرية

تصادف اليوم الجمعة الذكرى السابعة للاحتلال الروسي لسوريا، حيث أرسلت موسكو قواتها في 30 أيلول 2015 للقتال إلى جانب حكومة ميليشيات النظام في عملياتها العسكرية ضد المدنيين العزل، ما تسبب بمقتل وجرح آلاف المدنيين، فيما تستمر معاناة الشعب السوري جراء هذا الاحتلال حتى الآن.

وبهذه المناسبة، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها السنوي السابع عن انتهاكات القوات الروسية منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا، حيث وثقت فيه أبرز الانتهاكات ضد المدنيين والتي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

وأشارت الشبكة في التقرير إلى أن روسيا وقفت ضد إرادة التغيير الديمقراطي في سوريا منذ الأيام الأولى للحراك الشعبي، مستخدمةً تبريرات متنوعة وفي بعض الأحيان متناقضة، كما قدمت روسيا للنظام مختلف أشكال الدعم اللوجستي سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، وقد لعبت روسيا دوراً حاسماً في تثبيت النظام وعرقلة المسار السياسي، فلم يعد النظام يكترث بإجراء مفاوضات بعد أن استعاد بفضل القوة العسكرية الروسية أراضي شاسعة كانت قد خرجت عن سيطرته.

وأضاف التقرير أن روسيا استخدمت الفيتو ضد مصالح الشعب السوري في الانتقال السياسي، وحماية للنظام 17 مرة، 4 منها قبل تدخلها العسكري المباشر في سوريا، و13 بعد تدخلها العسكري، كما صوتت في جميع دورات وجودها في مجلس حقوق الإنسان أي 21 مرة، ضد كافة قرارات مجلس حقوق الإنسان التي تدين عنف ووحشية النظام، بل وحشدت الدول الحليفة لروسيا، مثل الجزائر وفنزويلا وكوبا وغيرها من الدول الدكتاتورية للتصويت لصالحه.

واستعرض التقرير تحديثاً لحصيلة أبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30 أيلول 2015 حتى 30 أيلول 2022، واعتمد في إسناد مسؤولية هجمات بعينها إلى القوات الروسية على تقاطع عدد كبير من المعلومات وتصريحات لمسؤولين روس، إضافة إلى عدد كبير من الروايات، لا سيما الروايات التي يعود معظمها إلى عمال الإشارة المركزية.

وبين التقرير أنه بالاستناد إلى قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد تسببت القوات الروسية بمقتل 6943 مدنياً بينهم 2044 طفلاً و977 سيدة (أنثى بالغة)، وما لا يقل عن 360 مجزرة.

وأظهر تحليل البيانات أن العام الأول للتدخل الروسي قد شهد الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 52 % من الحصيلة الإجمالية)، تلاه العام الثاني (قرابة 23 %). فيما شهدت حلب الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 41 %) بين المناطق السورية، تلتها إدلب (38%).

كما وثق التقرير قتل القوات الروسية 70 من الكوادر الطبية، بينهم 12 سيدة، جلهم في حلب، وكانت الحصيلة الأعلى لهؤلاء الضحايا في العام الأول، إضافة إلى مقتل 44 من كوادر الدفاع المدني، نصفهم في إدلب التي سجلت الحصيلة الأعلى بين المحافظات، وكانت الحصيلة الأعلى من الضحايا في العام الأول من التدخل العسكري الروسي (قرابة 35 %) وفق ما أورده التقرير، وسجل مقتل 24 من الكوادر الإعلامية جميعهم قتلوا في حلب وإدلب.

ووفقاً للتقرير فقد ارتكبت القوات الروسية منذ تدخلها العسكري ما لا يقل عن 1243 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة، بينها 223 مدرسة، و207 منشأة طبية، و60 سوقاً، وبحسب الرسوم البيانية التي أوردها التقرير فقد شهد العام الأول للتدخل الروسي 452 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية. كما شهدت إدلب الحصيلة الأعلى من حوادث الاعتداء بـ 626 حادثة، أي ما نسبته 51 % من الحصيلة الإجمالية لحوادث الاعتداء.

وسجل التقرير ما لا يقل عن 237 هجوماً بذخائر عنقودية، إضافةً إلى ما لا يقل عن 125 هجوماً بأسلحة حارقة، شنَّتها القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30 أيلول 2015.

وجاء في التقرير أنَّ حجم العنف المتصاعد، الذي مارسته القوات الروسية كان له الأثر الأكبر في حركة النُّزوح والتَّشريد القسري، وساهمت هجماتها بالتوازي مع الهجمات التي شنَّها حلف النظام السوري الإيراني في تشريد قرابة 4.8 مليون نسمة، معظم هؤلاء المدنيين تعرضوا للنزوح غيرَ مرة.

فكانت ولاتزال روسية أكبر الداعمين للأنظمة الدكتاتورية في العالم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.