أعلن حزب العمال الكردستاني، الأحد، انسحاب جميع مقاتليه من الأراضي التركية باتجاه شمال العراق، واصفاً القرار بأنه “خطوة تاريخية وبداية للمرحلة الثانية من نداء السلام والمجتمع الديمقراطي” الذي أطلقه زعيم الحزب المعتقل في سجن إيمرالي، عبد الله أوجلان.
وجاء في البيان، الذي نشرته وكالة “فرات” المقربة من الحزب، أن الانسحاب يهدف إلى “تجنب الصدامات وإزالة الأرضية أمام وقوع أحداث غير مرغوب فيها”، مشيراً إلى أن عملية السلام لا يمكن أن تتحقق عملياً إلا تحت إشراف مباشر من القائد أوجلان.
يأتي هذا التطور في إطار تنفيذ قرارات المؤتمر الثاني عشر للحزب، المنعقد في أيار الماضي، والذي أقرّ سلسلة من الإجراءات المصيرية، من بينها الدعوة لحل البنية العسكرية للحزب والتوجه نحو العمل السياسي الديمقراطي ضمن الإطار القانوني التركي.
وأكد الحزب أن مبادرته تأتي استجابة لنداء أوجلان الذي أطلقه في 27 فبراير/شباط الماضي بعنوان “دعوة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي”، والذي دعا فيه إلى إنهاء النزاع التاريخي القائم منذ نحو 40 عاماً، والتحول نحو مشروع سياسي مدني يضمن التعايش بين الأتراك والأكراد داخل تركيا.
يُذكر أن مجموعة من مقاتلي الحزب شاركوا في وقت سابق هذا العام في مراسم رمزية لإحراق الأسلحة في السليمانية شمال العراق، في خطوة وُصفت حينها بأنها تمهيد عملي لمسار “تركيا خالية من الإرهاب”، بدعم من تحالف “الشعب” الحاكم الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية