تقرير خاص – BAZ News
أعلنت هيئة الحشد الشعبي في العراق عن إحباط شبكة تجسس تعمل لصالح إسرائيل وتضم أربعة أشخاص من الجنسية السورية، وذلك خلال عملية أمنية نُفذت في محافظة الديوانية جنوبي البلاد في أكتوبر 2025. وأسفرت العملية عن إلقاء القبض على المتهمين الذين ضُبطت بحوزتهم خرائط وصور لمواقع أمنية حساسة، فيما لا تزال التحقيقات جارية للكشف عن طبيعة نشاطاتهم وأهدافهم، وقد تمت إحالتهم إلى القضاء المختص.
ورغم تحفظ الجهات العراقية الرسمية على إعلان أسماء المعتقلين أو تفاصيل ارتباطهم، فقد ربطت بعض المصادر الإعلامية والسياسية بين هذه المجموعة ومحافظة السويداء السورية، التي تشهد منذ أشهر تصاعدًا في التوترات والصراعات الداخلية بين فصائل محلية ذات توجهات مختلفة.
وتشير تقارير وتحليلات عدة إلى وجود تحركات إسرائيلية في السويداء، تشمل دعمًا ماليًا وعسكريًا لفصائل درزية محلية، بعضها مرتبط بشخصيات بارزة مثل الشيخ حكمت الهجري، الذي يدعو إلى استقلال المنطقة. ووفقًا لمصادر درزية، تُقدم إسرائيل لهذه الجماعات أموالًا وأسلحة ودعمًا سياسيًا بهدف تعزيز نفوذها في جنوب سوريا وإرباك المشهد الإقليمي.
وفي تصريحات رسمية سابقة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزام بلاده بـ“حماية الطائفة الدرزية في جنوب سوريا”، مشيرًا إلى أن قواته ستواصل الانتشار في المناطق التي تسيطر عليها “لضمان أمن إسرائيل ومنع التهديدات”. إلا أن محللين يرون أن هذا الدعم لا يستهدف الانفصال العلني بقدر ما يهدف إلى خلق حالة من الفوضى تمكّن إسرائيل من فرض نفوذها عبر جماعات مسلحة محلية.
وتأتي هذه التطورات في إطار صراع إقليمي متشابك في جنوب سوريا، حيث تتنافس فصائل وعشائر على النفوذ، بينما تسعى الحكومة السورية إلى استعادة السيطرة وسط ضغوط خارجية متعددة، أبرزها التدخل الإسرائيلي والدعم الأمريكي غير المباشر لبعض الأطراف. ويرى مراقبون أن تفكيك شبكة التجسس في العراق يشكّل أحد انعكاسات هذا الصراع الأوسع على النفوذ في المنطقة.
تحليل: يرى خبراء في الشأن الإقليمي أن كشف شبكة تجسس إسرائيلية تضم سوريين داخل الأراضي العراقية يعبّر عن تداخل خطوط الصراع بين الساحتين السورية والعراقية، حيث باتت التحركات الأمنية والاستخباراتية جزءًا من مواجهة مفتوحة تتجاوز الحدود الوطنية. كما يعكس هذا التطور سعي إسرائيل إلى توسيع رقعة نفوذها في المشرق العربي عبر بوابات متعددة، مستفيدة من هشاشة الوضع الأمني في الجنوب السوري، والتوترات السياسية في العراق. ويُتوقع أن تفتح هذه الحادثة بابًا جديدًا للتنسيق الأمني بين دمشق وبغداد، في محاولة لاحتواء التهديدات المشتركة القادمة من الجنوب السوري ومحيط الجولان.
إعداد: MH – قسم الأخبار السياسية