تعاون سري بين ميليشيا حزب الله والحرس الثوري وتنظيم الدولة (د ا ع ش)

سوريا – ملحم المعيشي

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه حصل معلومات مؤكدة بوثائق تثبت تعاون غير معلن بين الميليشيات التابعة لإيران على رأسها حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، وتنظيم د ا ع ش , هذا التعاون الذي يشكل صدمة جديدة لمناصري هذه الميليشيات لاسيما مع تنظيم من المفترض أنه عدوهم اللدود، هدفه الرئيسي الحفاظ على سورية غير مستقرة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فأن بداية القصة بدأت في نيسان/أبريل 2021، عندما أرسلت قيادة الحرس الثوري الإيراني برقية باللغة الفارسية إلى وحدة أمنية عسكرية موالية لإيران، تطالبها بإيجاد طريقة للتواصل مع تنظيم د ا ع ش عبر وجهاء قبائل أو بدو على صلة بالتنظيم في سورية، بهدف التوسط بين الطرفين لعقد صفقة مفيدة للجانبين.

وونوه المرصد أنه بالفعل تم التواصل مع شخص يدعى الشيخ علي أحمد العموري من بدو حماة، والمعروف بلقب “الأب الروحي” لشركة القاطرجي، ولديه تاريخ طويل في التوسط في الصفقات بين الميليشيات التابعة لإيران وتنظيم د ا ع ش، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فقد تم استدعاء العموري إلى دير الزور في 22 نيسان/أبريل 2021 من قبل صديقه القديم العميد أحمد إبراهيم الخليل، قائد فرع الأمن العسكري في دير الزور، وطلب الخليل من صديقه تأمين اجتماع بين التنظيم والحرس الثوري الإيراني في مكان يتم الاتفاق عليه لاحقاً.

وبعد ما يقارب 3 أسابيع، التقى وفداً الحرس الثوري الإيراني وتنظيم الدولة د ا ع ش مرة أخرى في 9 حزيران/يونيو 2021 في نفس الموقع ضمن البادية، هذه المرة، طرح أبو البراء شرطاً أساسياً لتحقيق الاتفاق بين الطرفين، وتمثل بمعلومات تفصيلية حول سجن غويران والمنطقة المحيطة به ضمن مدينة الحسكة والذي يضم سجناء من قيادة وعناصر التنظيم ضمن مناطق قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة لضمانات حول المرور الآمن لمقاتلي التنظيم إلى المناطق التي تسيطر عليها قسد، حتى يتمكنوا من التخطيط والتدريب وتنفيذ عملية “سجن غويران” الشهيرة بعد أشهر قليلة من الاجتماع هذا، ولاقت طلبات التنظيم موافقة من الجانب الإيراني، وتم وضع خطط للحفاظ على الحوار المستمر بين “الأعداء السابقين المتعارضين أيديولوجيا”، وكل ذلك تم تسهيله تحت العين الساهرة للعموري.

 

وفي غضون أيام، سلم الإيرانيون ملفات مفصلة من المعلومات حول سجن غويران والمنطقة المحيطة به، بما في ذلك نقاط التفتيش التابعة لقوات سوريا الديمقراطية والدوريات والطرق وهي معلومات كان من المستحيل على التنظيم جمعها نظرا للقيود الأمنية المشددة بشكل متزايد في المنطقة هناك.

ومنذ ذلك الحين، تضاءلت هجمات التنظيم على الميليشيات التابعة لإيران بشكل لافت جداً، في حين زادت هجمات التنظيم على قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات، ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن القوات الإيرانية عمدت منذ تموز/يوليو 2021 إلى تأمين مرور أكثر من 500 من مقاتلي التنظيم المدربين تدريبا عالياً إلى مناطق قسد.

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أن أحد الطرق الرئيسية التي سلكها تنظيم الدولة د ا ع ش، إلى الحسكة لتنفيذ عملية سجن غويران الشهيرة، وهو نهر الخابور الذي مكن التنظيم من تجاوز العديد من نقاط التفتيش التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في طريقه إلى وسط المدينة، ففي الليلة التي سبقت الهجوم على السجن، تم إيواء مقاتلي د ا ع ش في ساحة أمنية تابعة للميليشيات الإيرانية من أجل التحضير للعملية. وتشير مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن السيارة المفخخة التي استخدمت في الهجوم على السجن حينها جاءت من ذات “منطقة الحماية”.

وفي أعقاب عملية سجن غويران، قام الحرس الثوري الإيراني بإجلاء ما يقارب 200 شخص، معظمهم من الهاربين من السجن ومقاتلي وقيادة التنظيم الفارين، ولم يتبق هناك سوى عدد قليل من مقاتلي التنظيم لمواصلة شن المزيد من الهجمات على قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولة، وتعد عملية غويران إعلان رسمي بين الطرفين على التحالف الغير معلن لتحقيق المصالح المشتركة بينهما.

فوي منتصف العام 2023 تقريباً، أخبرت الميليشيات الإيرانية قيادات في تنظيم د ا ع ش بأن معلومات استخبارتية وصلت لهم تفيد بأن التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية سوف تنفذان حملة أمنية جديدة ضدهم شرق الفرات خلال الأيام المقبلة، وعلى ضوء ذلك انسحب قسم كبير من خلايا التنظيم من شرق الفرات بمساعدة الميليشيات التابعة لإيران نحو البادية، وذلك بعد وصول برقية داخلية للتنظيم حصل عليها المرصد السوري لاحقاً، كانت (بتاريخ 23 كانون الثاني/يناير 2023) تأمر العناصر بالابتعاد عن مناطق قوات سوريا الديمقراطية قبل وقت قصير من بدء قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف حملة كبيرة ضد د ا ع ش في شرق الفرات.

وتشير توثيقات بحسب المرصد المرصد السوري، إلى تنفيذ تنظيم د ا ع ش أكثر من 200 عملية ضمن مناطق قسد والتحالف خلال العام 2022 الفائت، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، وأسفرت عن مقتل 307 شخص، هم: 58 مدني بينهم طفل و2 نساء، و249 من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي والدفاع الذاتي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في المنطقة، من ضمنها عملية سجن غويران الشهيرة.

 

مقابل ذلك، وخلال الفترة ذاتها، نفذ التنظيم نحو 100 عملية في البادية، لم تستهدف الميليشيات الإيرانية خلالها بشكل مباشر إلا بست عمليات فقط لا غير، قتل خلالها 27 من الميليشيات 2 منهم من زينبيون و4 من فاطميون والبقية من الجنسية السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.