تصاعدت في الساعات الأخيرة وتيرة الدعوات الشعبية والعشائرية لمقاطعة ما يسمى بـ”مؤتمر السويداء العام”، المقرر عقده يوم الثلاثاء في محافظة السويداء، وسط جدل واسع حول أهدافه ومخرجاته السياسية.
وأكد ناشطون ووجهاء من عشائر المحافظة، في بيانات وتصريحات متفرقة، رفضهم المشاركة في المؤتمر الذي وصفوه بـ”المنفصل عن الواقع السوري العام”، مشيرين إلى أنه لا يمثل المزاج الوطني العام، ولا يحظى بأي إجماع خارج نطاق المحافظة.
ويأتي هذا المؤتمر بعد أسابيع من التحضيرات التي قادتها ما تُعرف بـ”اللجان التحضيرية”، بدعم من تيارات وقوى مدنية وسياسية محلية، بعضها يحظى بمباركة من الشيخ حكمت الهجري، المرجع الروحي الأبرز للطائفة الدرزية في المنطقة.
ورغم الترويج للمؤتمر تحت شعارات مثل “وحدة الشعب السوري” و”حماية الأرض”، يرى معارضوه أنه يتناقض مع تلك العناوين، كونه محصوراً في نطاق جغرافي ضيق لا يتجاوز حدود محافظة السويداء، التي لا تمثل سوى نحو 3% من إجمالي سكان سوريا، دون مشاركة أو استمزاج رأي باقي المحافظات السورية حول قضايا مصيرية كـ”اللامركزية الإدارية” و”الحكم المحلي”.
ووجه المنتقدون للمؤتمر اتهامات مباشرة للقائمين عليه بمحاولة فرض أجندات سياسية تعمّق الانقسامات الوطنية، عبر الدعوة لتطبيق أنماط حكم ذاتي قد تؤدي إلى تقويض الدولة المركزية، في ظل ظروف سياسية دقيقة، وبعد تشكيل حكومة جديدة في دمشق شملت أطيافاً متعددة من مكونات الشعب السوري.
وقال أحد وجهاء العشائر، في تصريح خاص لموقع باز نيوز، إن المؤتمر “لا يمثل أبناء العشائر الذين يتمسكون بوحدة التراب السوري وبالدولة ومؤسساتها”، مؤكداً أن “أي محاولة لفرض أمر واقع سياسي في السويداء بمعزل عن دمشق ومجمل الطيف السوري، ستكون مرفوضة جملة وتفصيلاً”.
كما لفت مراقبون إلى أن الجهات الداعمة للمؤتمر سبق أن رفضت نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في دمشق، كما قاطعت جهود الإصلاح الدستوري وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة، ما يثير تساؤلات جدية حول حقيقة أهداف هذا المؤتمر ومدى انسجامه مع تطلعات الشعب السوري.
وفيما يحاول القائمون على المؤتمر حشد مكونات المحافظة لتقديم صورة توافقية، يحذر أبناء العشائر من أن هذا الحراك لا يعكس إلا وجهة نظر فئة محدودة، محذرين من تحويل المحافظة إلى منصة لمشاريع سياسية غير وطنية تحت عناوين براقة