شرق أوسط – مروان مجيد الشيخ عيسى
أعلنت تركيا عن انفتاحها على التطبيع مع نظام أسد، لكن الجديد هو ما كشفت عنه مصادر مطلعة حول خطة تركية-روسية تتعلق بعودة اللاحئين إلى مناطق سيطرة النظام.
ورغم أن صحيفة “تركيا” المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم كانت قد نشرت تقريراً الشهر الماضي حول هذا الموضوع، كشفت فيه عن توافق بين موسكو وأنقرة لإعادة دفعات كبيرة من اللاجئين السوريين إلى حلب وحمص ودمشق بضمانات روسية ورقابة من تركيا، إلا أن المصادر أكدت أن ما نشرته الصحيفة التركية بهذا الخصوص موجّه للرأي العام التركي، ولا يتضمن تفاصيل الخطة والمعلومات الكاملة حولها.
فالمصادر التي نوهت إلى أن هذه “الخطة مبدأية” وما تزال في طور النقاش، تشدد في الوقت نفسه على قطع شوط كبير نحو إنجاز تفاصيلها قبل البدء بتطبيقها، مؤكدة أن هذا الموضوع كان بالفعل أحد ملفين أساسيين تناولتهما محادثات مسؤولي المخابرات في حكومتي تركيا والنظام السوري ، التي تم الإعلان يوم الخميس عن عقدها في دمشق مؤخراً.
وكان موقع halk tv التركي قد كشف عن لقاء سري جمع بين رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان ورئيس مخابرات النظام السوري علي مملوك، وذلك برعاية روسيا التي تعمل منذ فترة على دفع العلاقات بين الطرفين للاتجاه نحو التطبيع.
وذكر الموقع أن فيدان توجّه إلى سوريا وعقد اجتماعاً وجهاً لوجه مع مملوك في دمشق، وذلك من أجل حلّ قضية اللاجئين التي تُعدّ من أهم الملفات في تركيا حالياً، خاصة مع قرب الانتخابات.
وتفاصيل الخطة المبدأية التي يعمل الروس والأتراك على تطبيقها بهذا الخصوص، تقوم على تحديد مدن وبلدات في شمال غرب سوريا كمناطق منزوعة السلاح من أجل عودة اللاجئين والنازحين إليها على سبيل التجربة مقابل تخليها في الوقت الحالي عن تنفيذ عملية عسكرية جديدة في منبج وتل رفعت بريف حلب، طرحت تركيا انسحاب جميع القوات العسكرية والأمنية من هاتين المنطقتين، وهذا يشمل قوات سوريا الديمقراطية والنظام وإيران، مقابل عودة مؤسسات “الدولة” الإدارية والخدمية، كالشرطة والقضاء والصحة والتعليم، على أن تبدأ باستقبال النازحين واللاجئين من أبناء المدينتين المقيمين في تركيا حالياً.
وفي حال نجحت التجربة التي تصرّ تركيا أن تدخل حيز التنفيذ قبل نهاية العام ٢٠٢٢، فإنه يمكن توسيع التجربة لتشمل في المرحلة الثانية مناطق في ريف إدلب الشرقي وريف حماة الشمالي، وتحديداً في المدن والبلدات التي كانت ضمن مناطق خفض التصعيد وأُقيمت في بعضها نقاط مراقبة عسكرية تركية، مثل سراقب وخان شيخون ومورك وقلعة المضيق والمغير وغيرها.