ترامب والشوط الثاني مع إيران …. حمزة عثمان كاتب وصحفي

 

بعد أن طُويت صفحة الشوط الأول من الحرب الإيرانية الإسرائيلية، والتي انتهت بوساطة عربية وأمريكية، يبقى السؤال مطروحًا: هل سنشهد شوطًا ثانيًا، أم أن الطرفين سيكتفيان بما حدث، خصوصًا بعد استهداف مواقع تابعة للمنشآت النووية الإيرانية، في خطوة يبدو أنها كانت ضمن سيناريو مرسوم بعناية من قبل الإدارة الأمريكية؟
هذا التساؤل لا يخص واشنطن وطهران وحدهما، بل بات حديث الساعة عالميًا، فهل ستلجأ الولايات المتحدة إلى توجيه ضربة جديدة للمنشآت النووية الإيرانية إذا لم تستجب طهران للمطالب الأمريكية، رغم ما عُرض عليها من مغريات؟ وهل يكون الشوط الثاني هذه المرة بلا وقت إضافي؟
العالم يترقب، والكرة الآن في ملعب إيران. فإما أن تستجيب وتُغلق هذا الملف، أو تمضي نحو مواجهة جديدة قد تكون أكثر عنفًا واتساعًا من سابقتها. الأسئلة كثيرة: هل ستتحرك واشنطن لإنهاء أذرع إيران العسكرية في المنطقة؟ أم أن تلك الفصائل والميليشيات الموالية لطهران ستزداد قوة وسط هذا التصعيد؟
حتى اللحظة، لا المنتصر معروف، ولا الشروط الأمريكية قوبلت برد واضح من الجانب الإيراني، ما يعزز احتمال أن “يصفر الحكم” إيذانًا ببداية شوط ثانٍ. ولكن هذه المرة، قد تكون الأهداف أكثر قسوة، والعواقب أشد على الطرفين، بل وعلى المنطقة بأسرها.
في حال لم تُنهِ إيران برنامجها النووي، فإننا أمام معركة لا طائل منها، لكنها شديدة الخطورة. وستكون تداعياتها كارثية ليس فقط على المصالح الإقليمية، بل على النظام الإيراني ذاته، الذي قد لا ينجو من تبعاتها.
وبينما لا تزال إيران تراهن على الصمود، فإن الحكمة تقتضي إنهاء الشوط الأول بقبول الشروط المطروحة. فالتاريخ علّمنا أن في كل حرب هناك خاسر واحد على الأقل، وفي النهاية، الحكم سيطلق صافرة الفوز لمن يحسن تقدير التوقيت قبل فوات الأوان !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.