بعد ليبيا..فاغنر ترسل المرتزقة السوريين ألى أفريقيا الوسطى (مقاله ورأي)

بقلم الكاتب السوري

محمد علي

BAZ_NEWS

كشفت مصادر إعلامية محلية سورية عن استعداد مجموعات جديدة من المرتزقة السوريين المتعاقدين مع شركة فاغنر الروسية أو ما يعرف بجيش بوتين الخاص التي يديرها رجل الأعمال “يفغيني بريغوجين” المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا، والملقب إعلاميا بـ “طباخ الكرملين”

و كشفت المصادر عن خطط لإرسال المرتزقة إلى ليبيا ومن ثم التوجه إلى جمهورية أفريقيا الوسطى بعد هدوء الجبهات في ليبيا والدخول في عملية سياسية هناك مقابل مبلغ ١٢٠٠ دولار أمريكي شهريا ، المجموعات يتم إرسالها من مطار حميميم في طرطوس إلى مطار الخروبه شرق ليبيا التابع للجنرال حفتر على شكل دفعتين شهريا كل دفعة تضم ما يقارب ال ٣٠٠ مقاتل من ثم يتم إرسالهم هؤلاء المرتزقة إلى أفريقيا الوسطى ليستلمهم مشغليهم الروس في قصر بيرينغو المهجور، الذي كان يقطنه في السابق “الإمبراطور” بوساكا

، وهو قصر يقع على مساحة 100 فدان على بُعد 35 ميلا فقط من العاصمة بانغي، ويتضمَّن ساحة واسعة لإطلاق النار ومهبط طائرات يمكن توسعته وتحديثه بسهولة للتعامل مع الطائرات الكبيرة، بما يُتيح لموسكو تجنُّب استخدام المطار الذي تُسيطر عليه فرنسا في العاصمة بانغي.

وقد يتساءل البعض عن ماهية عمل هؤلاء المرتزقة وعن أسباب إرسالهم إلى هناك وعن الأسباب والدوافع الروسية للتدخل عسكريا في القارة الأفريقية ابتداء من ليبيا ووصولا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى.

  • أسباب التدخل الروسي العسكري في أفريقيا
  • أطماع روسيا الإقتصادية في أفريقيا

فمن المعروف أن القارة الأفريقية من أغنى قارات العالم بالمعادن والثروات الطبيعية ودول مثل ليبيا وأفريقيا الوسطى تاتي في مقدمة تلك الدول، وترغب روسيا من خلال وجودها في تلك الدول من ايجاد أسواق جديدة للأسلحة الروسية خاصة وأن القارة الأفريقية مليئة بالصراعات ، فمثلا دخلت روسيا الصراع الليبي مقابل وعود من حفتر بامبرام عقود نفطية مع الشركات الروسية ،. بالنسبة لأفريقيا الوسطى فتعتبر دولة كبيرة المساحة نسبيا مع عدد سكان لا يتجاوز ال ٥ ملايين نسمة من أغنى الدول بالموارد طبيعية التي تؤهلها لأن تصبح من الدول الغنية لكن حالها كحال معظم دول أفريقيا تعاني من الفقر بسبب النزاعات الداخلية. ولا شك أن روسيا تعلم ذلك وتزيد حصتها في حال انتصار الطرف الذي تدعمه.

  • رغبة روسيا في إقامة قواعد جوية في أفريقيا

ترغب روسيا في فرض نفوذ عسكري وسياسي في القارة الأفريقية، وإيجاد قواعد شبيهة بقاعدة حميميم في سوريا فق تغير الوضع عام 2015، حيث أصبحت قاعدة طرطوس قادرة على استيعاب 11 سفينة حربية ، كما تم تحديث وتوسيع قاعدة حميميم ببناء مهبط ثان لاستقبال الطائرات الثقيلة والقاذفات الإستراتيجية لتنفيذ ضربات جوية بدلا من انطلاق هذه الطائرات من القواعد الجوية الروسية في موزدوك وأولينا، وهذا ما تريد تكراره روسيا في أفريقيا، بدعوة من مصر والسودان وحفتر، لسد الفراغ الناتج عن تردد امريكا في هذه البقعة، وانسحاب فرنسا من البقع الأخرى.


ففي جمهورية أفريقيا الوسطى، دعمت روسيا الرئيس الذي تخلت عنه فرنسا وتحاول بناء معسكر لفاغنر هناك، وفي ليبيا لعبت حميميم دورا حيويا في نقل المرتزقة والمقاتلين وحتى الطائرات لحفتر.
فهذا التوسع الروسي في افريقيا، كان نتيجة ارتكاز روسيا على قاعدة حميميم، فروسيا لا تنظر لهذه القواعد كنقطة لحماية مصالحها في سوريا والشرق الاوسط بل للتمدد لافريقيا، فهي تخطط لإنشاء قاعدة شبيهة بحميميم في ليبيا وإفريقيا الوسطى ما يسمح لطائراتها أن تطير من روسيا لوسط أفريقيا وجنوب وجنوب غرب اوروبا، لتفرض المزيد من النفوذ على كامل شمال ووسط افريقيا وجنوب أوروبا.


ويبدو جليا أن موسكو تعاني من مشاكل في اسطولها البحري، فمعظم سفنها متهالكة، ولم تفلح صفقة شرائها لسفن من فرنسا قبل سنوات، كما خرجت حاملة طائراتها عن الخدمة، لذلك يرجح ان تبقى استراتيجية روسيا بالتركيز على القواعد الجوية والطائرات عوضا عن القواعد البحرية.

هذه بعض أسباب التدخل و الحراك المتنامي للدور الروسي في القارة الأفريقية على حساب الدور الفرنسي الذي كان لعقود مسيطر ومتحكم في الأوضاع السياسية في القارة الأفريقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.