سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
حين وصل بشار الأسد إلى السلطة عام 2000، ذاعت بين السوريين مقولات بأن الرئيس الشاب سيعمد هو وشقيقه ماهر إلى الحد من نفوذ أولاد عمومهم الذين ذاع صيتهم خلال حقبة الأسد الأب، بحيث كانوا يمارسون سطوة ونفوذاً أمنياً ومالياً داخل مناطق الساحل، حيث عمق الحاضنة الشعبية لآل الأسد.
يفتح بشار طلال الأسد فصلاً جديداً لجيل آل الأسد من الشباب، فاختصاصاته المهنية ابتدأت بالخطف، وفرض الإتاوات على التجار. وهو مشهور أيضاً ببيع الحشيش بصورة نشطة. وأنشأ بشار وهو في سن صغيرة ميليشيات «الحارث»، وهي لم تشهد عمليات قتالية، بل اكتفت بترويع الشباب والرجال خصوصاً العلويين، في مناطق ريف جبلة وجبلة وريف القرداحة. إتاوات بشار طلال الأسد مباشرة وذكية، فهو يأخذ ولا يدفع لأحد. لا أحد يجرؤ على طلب ورقة حساب منه. وهذا سلوك عام لدى الأعمام والأبناء من آل الأسد؛ “يصنعون مكاتبهم وأثاث بيوتهم ويدفعون لمرة واحدة فقط أو مرتين”، نقلاً عن مهندس مشهور التقيناه. وآل الأسد يتنافسون في الحصول على تصميماته. وذكر لنا المهندس أن أثاث البيوت أيضاً لا يُدفع ثمنها، والعمال بالكاد يحصلون على الأموال من بشار طلال الأسد الذي يبني قصوراً أو بيوتاً جديدة بين حين وآخر. الجدير بالذكر أننا التقينا مؤرخاً وخبير آثار شاب، وقد أشار إلى أن بشار طلال الأسد يعمل في تجارة الآثار أيضاً. حيث طلب منه مرّات عدة تقييم بعض الآثار المكتشفة في ريفي اللاذقية وجبلة وتقدير قيمتها. ويتم تهريب الآثار إلى قبرص غالباً. العمل في الآثار وتهريبها منذ حكم الأسد الأب، احتكره أبناء آل الأسد. أخبرنا خبير الآثار أنه لا يمكن رفض طلب لبشار طلال الأسد؛ فالميليشيات تحرص على توسيع عملية نقل الآثار وتهريبها. ويصل مد قوة بشار طلال الأسد في عمليات التنقيب عن الآثار إلى بعض مناطق التي تسيطر عليها المعارضة أيضاً. وحينما سألنا الخبير عن طبيعة المقتنيات التي حصل عليها بشار وهرّبها، أشار إلى بعض الأحواض الرومانية، والمقتنيات النحاسية والذهبية التي تعود إلى الزمن الروماني في اللاذقية. وتتعاون جهات مختلفة لتهريب الآثار، لكن جميعها يمرّ عبر أبناء آل الأسد. في سوريا تتجاهل الجهات الرسمية الآثار أصلاً، ولا تخضع تجارتها لأي مراقبة.
يُمنع بشار طلال الأسد من الدخول إلى اللاذقية وذلك على خلفية صراع مع أتباع حزب البعث الذين انتقدوا سلوكه في ريف القرداحة، وهدد منذ أعوام بتفجير ضريح حافظ الأسد، فأتت قوات من دمشق لمحاصرته من دون إلقاء القبض عليه. ويتصف بشار طلال الأسد بالقسوة والسادية
يعمل بشار طلال الأسد في قسم الحماية أيضاً، أي حماية متاجر تملك مواد مهربة كالمشروب والدخان والبضائع التركية وغيرها، ويكتفي التجار بدفع إتاوة أو يفتحون المحل باسم بشار طلال الأسد، وهو بدوره يدعمها بالبضائع. ويشتهر بشار طلال الأسد بالتهريب من تركيا إلى سوريا، وهذه من أعظم الكبائر عند النظام السوري، الذي يلاحق البضائع التركية، ويفرض عقوبات اقتصادية كبيرة في حال وجودت في أيّ متجر، إلا أن مستودعات بشار طلال الأسد تمتلئ بها ويوزعها بخبرته داخل البلاد من دون أي خوف.