القيادة الحقيقية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد): الواجهة والعمق ……إعداد: فريق التحقيق – Baz News

تاريخ النشر: 12 أكتوبر / تشرين الأول 2025

مقدمة

منذ العام 2012، أفرزت الحرب السورية صعود قوى محلية مسلحة تحولت مع الوقت إلى سلطات أمر واقع، أبرزها قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
لكن خلف هذه البنية العسكرية المعقدة تكمن شبكة قيادة غير معلنة، تمتد جذورها إلى حزب العمال الكردستاني (PKK)، وتتشابك خيوطها مع إيران والنظام السوري، في إطار مشروع سياسي وأمني عابر للحدود.

الجذور والنشأة: من قنديل إلى شرق الفرات

بدأت ملامح التمدد التنظيمي لـ PKK داخل سوريا عقب انسحاب قوات النظام  الاسدي البائد من المناطق الكردية منتصف عام 2012.
تسلّم كوادر حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) – وهو الفرع السوري لـ PKK – السلطة الفعلية، فحدث اندماج بين الكوادر المحلية والعناصر القادمة من جبال قنديل، وأصبحت القيادة الخارجية تتحكم بالقرار العسكري والسياسي لما سُمي لاحقًا بـ “الإدارة الذاتية”.
علاقات الحزب بالنظام السوري  الاسدي ليست جديدة؛ فقد استضاف حافظ الأسد قياداته منذ الثمانينيات، واستُخدم الحزب كورقة ضغط ضد تركيا، قبل أن يتحول لاحقًا إلى شريك ميداني للنظام في مناطق شرق الفرات بوساطة من الحرس الثوري الإيراني.
بهذا الشكل، وُلدت “قسد” في سياق تحالفات معقدة تمتد من واشنطن إلى طهران ودمشق وموسكو.

الهيكل القيادي الحقيقي: الأسماء والمهام

تدار “قسد” من قبل مجموعة من القيادات ذات الخبرة الطويلة في صفوف PKK، أبرزهم:
– جميل باييك: المؤسس والمنظّر العقائدي للحزب، المرجع الأعلى في العلاقات مع إيران والإعلام السياسي.
– باهوز إردال (فهمان حسين): قائد ميداني سابق، أسس وحدات حماية الشعب (YPG)، وله علاقات وثيقة بالحرس الثوري وحزب الله.
– مراد كارايلان: قائد عسكري مخضرم يشرف على التدريب والعمليات من قنديل إلى سوريا.
– دوران كالكان: يدير التمويل وشبكات الدعم اللوجستي الإقليمي.
– صبري أوك: مسؤول التنسيق الأمني مع النظام السوري، وقائد الاتصال الاستخباراتي بين الطرفين.
– مظلوم عبدي (شاهين جيلو): القائد العام لـ“قسد”، الواجهة السياسية والعسكرية للمشروع، والممثل المعتمد أمام واشنطن.
بحسب تقارير أمنية متعددة، يتلقى عبدي توجيهاته من القيادات السابقة، ويُعد حلقة وصل بين القواعد الميدانية والتحالف الدولي ضد داعش.

التحالفات الإقليمية: شبكة مصالح متشابكة

تتحرك “قسد” ضمن شبكة تحالفات إقليمية ودولية متغيرة:
– مع إيران: تنسيق ميداني مع فيلق القدس والحرس الثوري في مجالات الدعم اللوجستي والاستخباري.
– مع النظام السوري البائد : قنوات اتصال مستمرة بإشراف صبري أوك، تتناول الإدارة المحلية وتبادل السيطرة الأمنية.
– مع الحشد الشعبي: تعاون لوجستي في معارك داعش عزز النفوذ العابر للحدود.
– مع الولايات المتحدة: تعاون عسكري ضد تنظيم داعش وفّر غطاءً سياسيًا لتمددها شرق الفرات.
هذه العلاقات المتشابكة جعلت “قسد” لاعبًا متناقضًا — تتعامل مع واشنطن عسكرياً، وتنسق مع دمشق وطهران أمنياً.

الاتهامات الدولية وأساليب السيطرة

تواجه القيادات الحقيقية لـ“قسد” اتهامات أوروبية وأمريكية تتعلق بالإرهاب الدولي، وارتباط بشبكات تهريب وتمويل غير مشروع.
وتشير تقارير حقوقية إلى اتباعها أساليب قمعية بحق خصومها المحليين، تشمل:
– الاعتقال التعسفي
– فرض الإتاوات
– التهجير القسري
– والتجنيد الإجباري للأطفال.
كما يُتهم الحزب باستخدام أدوات إعلامية وسياسية للتأثير على المجتمعات المحلية وترويج صورة “قوة استقرار”، بينما الواقع يعكس نظاماً أمنياً مغلقاً يتبع لقيادة غير سورية.

مأزق المستقبل: بين الاندماج والمواجهة

مع تراجع الدعم الأمريكي وتصاعد الضغوط التركية، تواجه “قسد” خيارين لا ثالث لهما:
– الاندماج ضمن مؤسسات النظام السوري الجديدبوساطة-اميركيه فرنسيه .
– أو مواجهة عسكرية جديدة مع أنقرة وربما مع دمشق نفسها.
وتشير تحليلات عدة إلى أن مستقبل “الإدارة الذاتية” مرتبط بمصير هذه القيادات، وبمدى استعداد واشنطن لمواصلة دعم مشروع لا يخفي جذوره التنظيمية العابرة للحدود.

خلاصة

يظهر من مجمل المعطيات أن “قسد” ليست مجرد فصيل محلي، بل واجهة معقدة لبنية أقدم تمزج بين المصلحة الأيديولوجية لحزب العمال الكردستاني والمصالح الأمنية الإيرانية والسورية، ضمن معادلة إقليمية مفتوحة على احتمالات التصعيد أو إعادة التدوير السياسي.

هذه المادة معدّة لأغراض التوثيق والتحليل الصحفي، لموقع Baz News. يُسمح بإعادة نشرها بشرط الإشارة إلى المصدر: Baz News – ملف خاص عن قيادة قسد، أكتوبر 2025.

المراجع

استند هذا التقرير إلى تحقيقات منشورة في مواقع: الجزيرة نت، سوريا.تي في، المقرّبات، العرب، جسر برس،
إضافة إلى وثائق أرشيفية ودراسات حول حزب العمال الكردستاني بين عامي 2022–2025.

(روابط المراجع الكاملة محفوظة في أرشيف Baz News لأغراض التحقق والتوثيق التحريري.)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.