استبعدت الصين السيارات الكهربائية من قائمة الصناعات الاستراتيجية في خطة التنمية الخمسية للفترة 2026-2030، في خطوة تُعدّ الأولى منذ أكثر من عقد، إذ لم تُمنح هذه الصناعة أولوية في الخطة الجديدة. ويشير القرار إلى تحوّل تركيز الحكومة نحو قطاعات التكنولوجيا المستقبلية مثل الحوسبة الكمومية والتصنيع الحيوي والطاقة الهيدروجينية.
تحول في الاستراتيجية الصناعية
يعكس هذا التحول تقييم بكين بأن صناعة السيارات الكهربائية قد بلغت مرحلة النضج الكافي لتعمل وفق قوى السوق وحدها، بعد أن أصبحت المركبات الجديدة للطاقة تشكل أكثر من 50% من إجمالي مبيعات السيارات في الصين — وهي نسبة تجاوزت الهدف الحكومي بأكثر من عشر سنوات.
إنهاء الدعم الحكومي التدريجي
أنهت الصين برنامج دعم الشراء الوطني لمستهلكي السيارات الكهربائية نهاية عام 2022، وتعتزم التخلص التدريجي من خصومات ضريبة الشراء بحلول عام 2027. ويشير محللون إلى أن استبعاد هذه الصناعة من الخطة الخمسية يعني أن الحكومة ستسمح لقوى السوق بتحديد الشركات القادرة على البقاء في المنافسة.
الصناعة الصينية تواصل التوسع العالمي
رغم تقليص الدعم، واصل المصنعون الصينيون توسعهم الخارجي، إذ استحوذت شركات مثل BYD وMG التابعة لـ SAIC Motor، وشيري للسيارات على نسبة قياسية بلغت 7.4% من إجمالي مبيعات سيارات الركاب في أوروبا خلال سبتمبر 2025، متجاوزين للمرة الأولى منافسيهم الكوريين الجنوبيين.
قلق من فائض الإنتاج المحلي
تأتي هذه الخطوة في ظل تنامي المخاوف من فائض الطاقة الإنتاجية في سوق السيارات الكهربائية الصيني، حيث تمتلك 93 من أصل 169 شركة سيارات حصة سوقية تقل عن 0.1%. وقد حذّر الرئيس شي جين بينغ مؤخراً من اندفاع المقاطعات نحو تطوير صناعات متشابهة دون مراعاة الاستدامة طويلة الأمد.