الشيباني: لا تقدم ملموس حتى الآن في محادثات دمج الإدارة الذاتية الكردية مع دمشق

المونيتور – قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، يوم الأحد، إنه لم يتم تحقيق أي تقدم جوهري بين حكومته والمسؤولين الأكراد في المحادثات التي تهدف إلى إعادة دمج الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد وهياكلها العسكرية مع دمشق.

وأوضح الشيباني، في تصريح لموقع المونيتور على هامش مؤتمر حوار المنامة في البحرين، أن “المحادثات مع قسد مستمرة، ولا توجد خطوات إيجابية أو عملية اتخذت حتى الآن”.

وأضاف الوزير السوري أن المسار العام للحوار “إيجابي”، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الوصول إلى اتفاق شامل ما يزال يتطلب “إرادة حقيقية والتزاماً من جميع الأطراف”.

تأتي تصريحات الشيباني في ظل استمرار الجمود السياسي بين دمشق والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، رغم الوساطات الإقليمية والدولية الهادفة إلى تحقيق تفاهمات حول مستقبل مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بعد سنوات من النزاع.

وأشار مراقبون إلى أن غياب التقدم في هذه المفاوضات يعكس عمق الخلافات حول قضايا أساسية، أبرزها توزيع السلطة، وإدارة الموارد، ووضع القوات المحلية بعد التسوية.

تحليل:

اعتبر الباحث في العلاقات الدولية والشأن التركي مهند حافظ أوغلو، أن التسريبات حول عملية دمج تنظيم قسد بالجيش السوري وإرسالها قوائم للتحالف تمثل مجرد “بالون اختبار”، موضحاً أن الملف لا يسير في مسار جدي أو فعلي.

وقال حافظ أوغلو، إن قسد لم تُقدِم حتى الآن على خطوات حقيقية في هذا الاتجاه، مثل تسليم السلاح أو حل التشكيلات السياسية التابعة لها، مشيراً إلى أنها ما زالت تستهدف المدنيين والعسكريين وتواصل حفر الأنفاق، وهو ما يتعارض مع أي نية للاندماج.

وأضاف أن هناك عوائق بنيوية تمنع تنفيذ أي اتفاق للدمج، أبرزها التبعية الكاملة لـ”حزب العمال الكردستاني” (PKK)، الذي يهيمن قادته على القرار الفعلي في مناطق المالكية والقامشلي، وفق ما نقلته صحيفة المدن.

ورأى الباحث أن الحل العملي لهذا الملف لن يكون إلا عبر الحسم العسكري، مشيراً إلى أن التحالف الدولي يتحول تدريجياً إلى تحالف إقليمي محدود التأثير، في ظل تراجع الدور الأميركي وتزايد حضور كل من الرياض وأنقرة في إدارة الملف السوري.

وشدد حافظ أوغلو على أن استنساخ تجربة شمال العراق مرفوض تماماً، وأن مستقبل سوريا يتجه نحو نموذج الدولة الموحدة المركزية لا الفيدرالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.