التايم: الإمارات وإسر&ائيل تخبران الأكراد والدروز بأن الرئيس الشرع لن يصمد طويلًا، مما يشجع المماطلة في الاندماج بالحكومة السورية

 

نشرت صحيفة تايم الأميركية تقريرًا مطولًا حول الوضع السياسي في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد، سلطت فيه الضوء على الصعوبات التي تواجه جهود إعادة الاندماج بين الحكومة السورية وفصائل الأكراد والدروز في الشمال الشرقي والجنوب.

ونقل التقرير لقاء الصحفيين بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، الذي أكد خلاله أن السؤال الأساسي في سوريا اليوم لم يعد من يحكم دمشق، بل كيفية تقاسم السلطة بين السوريين خارج العاصمة، خاصة في مناطق ذات تنوع عرقي وديني كبير.

وأشار التقرير إلى أن الاشتباكات الأخيرة بين قوات الحكومة السورية والقوات التي يقودها الأكراد في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، والتي انتهت بوقف إطلاق نار بوساطة أمريكية وتركية، تبرز هشاشة الوضع وضرورة الوصول إلى تسوية سلمية.

وكان الأكراد قد أبدوا استعدادًا للحوار منذ مارس/آذار الماضي، حيث وافق قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، على مهلة لدمج قواته في هياكل الدولة، مع الاحتفال بأول عيد نوروز منذ نصف قرن في دمشق. غير أن التوترات في السويداء ومحاولات الحكومة للسيطرة على مناطق الدرزيين أعادت توتر العلاقة وأبطأت المفاوضات.

وأكد التقرير أن إسرائيل والإمارات العربية المتحدة أبلغتا الأكراد والدروز بأن الرئيس الشرع قد لا يصمد في منصبه طويلًا، ما دفع بعض الفصائل إلى المماطلة في الاندماج مع الحكومة السورية، بانتظار تطورات مستقبلية.

في الوقت نفسه، يرى الشرع أن أي عملية عسكرية لطرد الأكراد قد تؤدي إلى تمرد طويل الأمد، ولذلك فضل الحوار والاندماج عبر القانون 107 الذي يتيح نحو 90٪ من الحكم الذاتي للأكراد، مع منحهم مناصب وزارية رمزية، مقابل دمج قواتهم ضمن الجيش الوطني.

ويشير التقرير إلى أن أي تسوية سلمية ستكون حاسمة لتجنب عودة العنف في شمال وشرق سوريا، ومنع الفوضى وعودة الجهاديين، مع التأكيد على ضرورة تعامل جميع الأطراف بحكمة وإدراك الواقع السياسي المعقد.

ختامًا، تدعو تايم السوريين والأكراد والدروز إلى الاستفادة من نافذة الفرصة الحالية لتشكيل نموذج أقل مركزية للحكم، قبل أن تقود الحسابات الإقليمية والتوترات الداخلية إلى سيناريوهات عنيفة جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.