إفشال اللجنة الدستورية من قبل وفد النظام، هل يعيد حسابات موسكو بشأن الاسد؟

بدأت الممارسات التي ينتهجها النظام في سوريا تثير حفيظة روسيا، وربما تأخذ الأمور في سوريا وعلاقتها بروسيا منحى ٱخر لم يكن بالحسبان لأي طرف، فموسكو التي عاندت مجلس الأمن وعطلت قراراته طوال العقد المنصرم قد سببت لها نوعاً من العزلة والكراهية، وهذا ما تحسسته روسيا بشكل مباشر، أما فيما يخص عمل اللجنة الدستورية رأت مصادر روسية، أن النظام السوري تعمّد إفشال الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية التي عقدت مؤخراً في مدينة جنيف السويسرية، وألمحت إلى أنه من الممكن ألا يكون رئيس النظام بشار الأسد مسيطراً على الوضع بشكل كامل.وقالت المصادر لصحيفة الشرق الأوسط، الثلاثاء، إن موسكو لم تصدر بياناً حول اجتماعات اللجنة الدستورية، وتجنبت إعطاء تقييم بشأن الطرف الذي يتحمل مسؤولية الفشل، فاتحة المجال أمام أطراف المعارضة السورية والأطراف الغربية لاتهام النظام.وأضافت أن موسكو تشعر بخيبة أمل واسعة، لا سيما أنها أوفدت مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى دمشق قبل الجولة “لحث الأسد على إبداء أكبر قدر من المرونة،في سياق متصل، قال الدبلوماسي والمحلل السياسي رامي الشاعر، إن النظام يتحمل مسؤولية تفجير دمشق والقصف على أريحا؛ لأنه لم يتحل بالمسؤولية التي تفرض عودة مؤسسات الدولة لعملها بشكل طبيعي وأشار الشاعر إلى أنه بات معلوماً لكل الأطراف، بما في ذلك للأمم المتحدة، أن بعض أعضاء الوفد الذي يمثل دمشق تلقوا تعليمات من دمشق بعدم الموافقة على أي شيء، ومنع أي تقدم في عمل اللجنة الدستورية المصغرة، وهذا ماقد يدفع روسي إلى لوي ذراع الأسد واستخدام أساليب أكثر صرامة في التعامل معه خلال الفترة المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.