الحسكة – BAZNEWS
تشهد مناطق شمال شرق سوريا، التي تضم أكبر مخزون من النفط السوري، أزمة محروقات خانقة ونقصًا حادًا في الوقود. على الرغم من أن هذه المنطقة كانت تساهم في تلبية احتياجات سوريا من المحروقات قبل الأزمة، إلا أن الوضع اليوم يشهد تدهورًا كبيرًا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتحالف الدولي. أدى هذا النقص إلى طوابير طويلة أمام محطات الوقود واندلاع احتجاجات واسعة، خصوصًا من أصحاب آليات النقل الداخلي الذين يواجهون صعوبات في تأمين الوقود، مما تسبب في توقف بعض المشاريع الزراعية والاقتصادية في المنطقة.
في محاولة لاحتواء الأزمة، حددت “الإدارة الذاتية” التابعة لقسد آلية جديدة لتوزيع المحروقات. وصرحت عبير خالد، الرئيسة المشتركة لـ”الإدارة العامة للنفط والمحروقات”، أن الآلية تنص على منح مركبات نقل المسافرين 60 ليترًا من المازوت أسبوعيًا لكل مركبة في المقاطعات المختلفة. كما تم تخصيص ليتر واحد لكل 8 كيلومترات تقطعها المركبات خارج المدن، وليتر لكل 2 كيلومتر لسيارات النقل الكبيرة.
إضافة إلى ذلك، تعمل الإدارة الذاتية على تطبيق نظام “الربط الرقمي” الذي يعتمد على الرقم الوطني ضمن بطاقة التدفئة، بهدف منع تكرار البطاقات وإيقاف البطاقات القديمة. وأكدت الإدارة أن هذه الآلية تهدف إلى إعداد بطاقات جديدة لموسم الشتاء 2024-2025 في مديريتي المحروقات في دير الزور والرقة.
ومع ذلك، يعاني سكان شمال شرق سوريا من عدم توفر المحروقات بشكل كافٍ رغم وفرتها في المنطقة، حيث تشير التقارير إلى تصدير النفط من المنطقة إلى شمال سوريا وشمال العراق عبر تجار متعاقدين مع قسد. هذا الوضع أدى إلى تذمر واسع بين السكان الذين يحمّلون الإدارة الذاتية المسؤولية، متهمين إياها بسوء الإدارة والفساد، في ظل رؤية صهاريج النفط تغادر المنطقة يوميًا دون حل للأزمة الداخلية.
تستمر الاحتجاجات والمطالبات بتحسين أوضاع المحروقات في المناطق التي تخضع لسيطرة قسد، في حين لا تزال الإدارة تبحث عن حلول لتخفيف الأزمة المتفاقمة التي تهدد بتعطيل المزيد من القطاعات الحيوية في المنطقة.