ناشد أخوند، أحد مؤسسي الحركة، في أول خطاب منذ سيطرة طالبان على السلطة في أغسطس الماضي، بثه التلفزيون الأفغاني الرسمي مسجلاً، المنظمات الإنسانية الدولية مواصلة تقديم مساعداتها لأفغانستان التي أنهكتها الحروب، وتعهد بعدم تدخل حكومته في شؤون الدول الداخلية.
وفي خطابه الذي جاء وسط انتقادات بسبب الصمت رغم المصاعب التي تواجهها البلاد، قال أخوند: “نؤكد لكل الدول أننا لن نتدخل في شؤونها الداخلية ونريد إقامة علاقات اقتصادية جيدة معها”،
وأضاف: “نحن غارقون في مشاكلنا ونحاول استجماع قوانا لإخراج شعبنا من البؤس والمصاعب”.
وتابع أخوند: “نطلب من كل المنظمات الإنسانية الدولية عدم وقف مساعداتها وتقديم العون لأمتنا المنهكة، حتى يكون بالإمكان حل مشاكل الناس”.
وشدد على أن “المشاكل التي تواجهها البلاد هي نتيجة سياسات الحكومات السابقة”.
واستطرد: “تم استئناف ذهاب الفتيات إلى المدارس إلى حد كبير وهناك أمل بمزيد من التسهيل في مجال التعليم”، مشيرا إلى أن “النظام التعليمي سيكون موجها وفقا لمبادئ الشريعة”.
ووصلت طالبان إلى السلطة في 15 أغسطس بعد الانسحاب السريع للجيش الأمريكي، والإطاحة بالحكومة السابقة،
وكانت الولايات المتحدة قد أطاحت بنظام طالبان السابق بعد غزوها أفغانستان عقب هجمات سبتمبر 2001 التي نفذتها القاعدة واتخذ مؤسسها أسامة بن لادن حينذاك من أراضيها معقلا له.
وأخوند الذي يعتقد أنه في الستينات من العمر يعد من مؤسسي طالبان، وكان مساعدا مقربا ومستشارا سياسيا للملا عمر مؤسس الحركة وأول زعيم لها، كما شغل منصب وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء في النظام السابق للحركة بين العامين 1996 و2001.
وتواجه حكومة أخوند الآن سلسلة تحديات أبرزها إحياء اقتصاد البلاد المنهار بعد توقف المساعدات الدولية التي كانت تشكل 75% من ميزانية البلاد في ظل الحكومات السابقة.
ومنذ استيلاء طالبان على السلطة ارتفع معدل التضخم بشكل كبير وكذلك البطالة بين الأفغان وسط انهيار النظام المصرفي.
وتفاقمت الأزمة بعد تجميد واشنطن حوالى 10 مليارات دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني، وازداد التراجع مع وقف البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تمويلهما لأفغانستان.
وحذرت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة من أزمة إنسانية كبيرة في أفغانستان التي يتوقع أن يواجه أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 38 مليون نسمة الجوع هذا الشتاء.
وأجبر الوضع المتدهور بسرعة الأفغان على بيع كل ما يملكونه لشراء المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية الأخرى، مع انهيار قيمة العملة المحلية وارتفاع الأسعار.
وتأتي هذه التصريحات قبيل محادثات طالبان الأسبوع المقبل مع الولايات المتحدة، التي قالت الحركة إنها ستفتح “صفحة جديدة” في العلاقات السياسية بين الجانبين.
والمحادثات المقررة الأسبوع المقبل هي ثاني اجتماع من نوعه منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان في أغسطس/آب الماضي.
وتشدد واشنطن على ارتباط أي دعم مالي أو دبلوماسي لحكومة طالبان بشروط معينة مثل تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع القوى واحترام حقوق الأقليات والنساء وحق الفتيات في التعليم.
إعداد و تحرير: حلا مشوح