ديرالزور – مروان مجيد الشيخ عيسى
إلى اليوم تخوض إيران صراعاً لكسب ودّ العشائر عبر اختلاق وجهاء وشيوخ عشائر محليين يتبعون طهران رسمياً، ويأخذون دور الوكيل الفعلي في تنفيذ مخططاتها، وزجّ أبناء تلك القبائل في التشكيلات العسكرية التي تديرها إيران في سوريا، في وقت لا يحظى فيه هؤلاء “الشيوخ الوهميون” بأي اعتراف شرعي من باقي أبناء المنطقة خارج حدود مناطق سيطرة المليشيات الإيرانية، والنظام السوري، كما يؤكد أبناء تلك العشائر.
اعتمدت إيران في سوريا، على عدة شخصيات عشائرية، دانت بالولاء المطلق لها، ووضعت كل البيض في سلتها، لدرجة أنها شكّلت مليشيات من عشائرها لخدمة وتنفيذ مشاريع طهران، وأخذت تمشي خطوة بخطوة مع عملية التغلغل الإيراني على كل الصعد، العسكرية والاجتماعية والثقافية والدينية على الجغرافيا السورية، في جنوب دمشق وحلب وحماة وحمص وديرالزور والحسكة.
وحرصت إيران منذ تدخلها إلى جانب النظام السوري لقمع ثورة الشعب على مدار أكثر من تسع سنوات، على جعل العشائر العربية السورية ورقة بيدها، وذلك ضمن تكثيف جهودها لترسيخ فكرة إقامة منطقة نفوذ دائم لها في البلاد.
فقد قام عناصر من الميليشيات الموالية لإيران من “آل ضويحي” السوريين بمغادرة الأراضي السورية باتجاه العاصمة الإيرانية طهران، في دورة عقائدية على منهج “الولي الفقيه”، وتدريبية على الأسلحة المتطورة كالمسيَّرات وغيرها.
وبحسب مصادر لوكالة BAZ ، فإن سبب نقلهم لهناك يهدف لقمع المظاهرات في طهران بمساندة الحرس الثوري الإيراني، وسيكون هناك دفعة جديدة خلال اليومين القادمين ستغادر الأراضي السورية باتجاه طهران للخضوع للتدريبات الممنهجة عقائدياً وفكرياً.
في سياق ذلك، تم تغيير القائد في الميليشيات الإيرانية” وهو إيراني الجنسية المسؤول عن المنطقة الممتدة من البوكمال إلى الميادين وتكليف “الحاج سراج” عوضا عنه من الجنسية اللبنانية من “حزب الله” اللبناني.
وأشار ناشطون بتاريخ 2 كانون الثاني الجاري، إلى أن “فاطميون” الأفغانية أرسلت 26 عنصراً محلياً إلى إيران، لإخضاعهم دورات استخباراتية، حيث أنهى 70 منتسباً لميليشيا “فاطميون” دورة تدريبية على السلاح الخفيف والمتوسط واستخدام الطيران المسير.
ووفقا للمصادر فإن التدريبات كانت في معسكر الصاعقة.
ومستودعات عياش غرب دير الزور ، لجميع المنتسبين في مدينة المياذين وحي هرابش والجفرة من الذين تمت تسوية أوضاعهم، لمدة شهرين، تلقى خلالها المنتسب لتدريبات بدنية ودروس عسكرية وعقائدية، وتوجيهية لتوضيح أهمية المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي.
وفي نهاية الدورة تم ابتعاث 26 عنصرا من المتدربين إلى إيران بغرض اخضاعهم لتدريبات عسكرية مكثفة في المجال الاستخباراتي.
وكما يرى خبراء ومتابعون للشأن السوري فإن وجود إيران في سوريا تَعدَّى حماية النظام السوري من السقوط، وهذا أمر لم تعُد تخفيه طهران أو تنكره، فقد وسّعت إيران أشكال الهيمنة على المشهد السوري، سواء السياسي أو الاستثمار الاقتصادي، إلى الحضور فكرياً وعقَدياً.