تركيا تريد اجتماع وزير خارجيتها مع وزير خارجية النظام السوري في أنقرة

تركيا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

موقع ميدل إيست آي البريطاني يكشف عن مساع تركية لعقد الاجتماع المرتقب بين وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو ونظيره في النظام السوري فيصل المقداد في أنقرة.

وقال الموقع، إن الاجتماع بين تشاووش أوغلو والمقداد لن يُعقد قبل الأسبوع الأخير من كانون الثاني الجاري.

وأشار المصدر إلى أن موعد ومكان عقد الاجتماع لا يزالان رهن النقاش بين الطرفين، لكن تركيا تسعى لإقناع النظام السوري بإرسال وزيرها إلى أنقرة.

فالنظام السوري قد يرضخ لمطالب أنقرة في حال تعرضت لضغوط روسية، حيث باتت تتحكم روسيا بقرارات النظام السوري ، في حين تفضل الأخيرة عقد الاجتماع في موسكو أو أي بلدٍ آخر.

وإلى ذلك، قال الباحث في الشأن التركي والعلاقات الدولية طه عودة أوغلو، إنه كان هناك زيارة لوفد أمريكي إلى أنقرة قبل أيام ربما يحمل عرضاً أمريكياً من أجل عدم التقارب مع نظام السوري، خاصة أن تشاووش أوغلو سيزور واشنطن في 17 من كانون الثاني الجاري.

وأضاف عودة أوغلو ، أن الأتراك يسعون من وراء ذلك إلى ألا يتركوا جميع الملفات في السلة الروسية بل يهدفون لأن تكون هناك موازنات في هذا الملف حتى تصل الأمور إلى مرحلة متقدمة دون إغضاب الجانب الأمريكي.

وأوضح عودة أوغلو أن تركيا غير مستعجلة في التطبيع مع نظام السوري في الوقت الحالي، إذ إنها تريد أن تتفاوض وأن تحصل على ضمانات من كلا الطرفين الروسي والأمريكي، إذ إن واشنطن مهمة لأنقرة وهناك مفاوضات بين البلدين بخصوص طائرات “إف 16”.

 كما لفت إلى أن واشنطن تسعى لجذب أنقرة في صفها في ظل التقارب التركي الروسي الكبير، في حين أن أنقرة تسعى لتسجيل ما أمكنها من مكاسب في الوقت الراهن.

وقال المحلل السياسي التركي الدكتور مهند حافظ أوغلو، إن الراعي للتقارب بين الطرفين هي روسيا التي بدورها تريد تحقيق انتصار دبلوماسي وفق رؤيتها، حيث سعت تركيا لاستثمار تلك الضغوط والانفتاح عليها وذلك بالتزامن مع ضغط المعارضة داخلياً.

وربما تريد أنقرة وضع تعديل أو شروط على النظام السوري لتتأكد من جديته في هذا التقارب وليس فقط في إطار الحراك الروسي.

وأشار إلى أنه لو تم اللقاء في أنقرة فستحقق تركيا من ورائه 4 مكاسب وهي: الضغط الإعلامي على النظام السوري ، ونسف أي جهود داخلية ضد الحكومة في ملف المصالحة معه، وبعث رسالة في غاية الخطورة لواشنطن كي تتحرك وتعطي الملف السوري اهتماماً يتناسب مع ما يجري، وبحث إمكانية عقد لقاء خاص بين وفد من النظام ووفد من الائتلاف المعارض.

وأمس هاجم رئيس النظام السوري بشار الأسد الحكومة التركية في أول تعليق له على محاولات التطبيع بينهما، معتبراً أنها دولة محتلة وداعمة للإرهاب.

جاء ذلك خلال لقائه مع ألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والوفد المرافق له، وفق ما نقلت صفحة رئاسة الجمهورية ووسائل إعلام تابعة للنظام السوري .

وحسب الصفحة، فقد اعتبر بشار الأسد أنّ هذه اللقاءات مع مسؤولين من الحكومة التركية حتى تكون مثمرة فإنّها يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق  بين سوريا وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سوريا من هذه اللقاءات انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب المبنية على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب، على حد زعمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.