سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
بعد أن كاد النظام السوري أن يسقط ولم يبق له سوى أسوار دمشق، وبعد دخول الإيراني و الروسي وادخله لإنعاش ماتبقى من النظام، وبدأت بعض الدول بالتهافت إلى قصر بشار الأسد الذي لطالما صرحت تلك الدول أن على بشار الأسد أن يزول، كما كان يقول نفس الأشخاص بذلك نراهم هم أنفسهم يتحدثون عن واجب التطبيع.
فقد تطالب أنقرة موسكو وواشنطن بالتزام تنفيذ اتفاقات عسكرية وقعت في شكل ثنائي في نهاية 2019، وتضمنت انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من منطقة عازلة شمال سوريا بعمق 30 كلم من حدود تركيا ومن منطقتي منبج وتل ورفعت، إضافة إلى سحب السلاح الثقيل من هذا الشريط.
ويراهن إردوغان على حاجة واشنطن وموسكو له بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا. وبات إردوغان منفتحاً على لقاء الأسد؛ للاتفاق على ترتيبات في شمال شرقي سوريا، وتأسيس مناطق تعيد لاجئين سوريين من بلاده التي تستضيف نحو 4 ملايين سوري.
أما زيارة عبد الله بن زايد الذي كان قبل فترة يطالب بعقوبات على بشار الأسد ونظامه إلى دمشق، جاءت بعد بيانات رسمية أميركية تعارض التطبيع مع الأسد، صدرت غداة الاجتماعات السورية-التركية. وأفاد دبلوماسي بأن الخارجية الأميركية التي كانت الوحيدة بين الدول الغربية التي أصدرت بياناً ضد التطبيع، عملت وتعمل مع باريس وبرلين ولندن للخروج بموقف رباعي يعلن بوضوح الموقف الرافض للتطبيع.
وتجري اتصالات لعقد لقاء بين ممثلي الدول الأربع ومبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسن في جنيف في 23 من الشهر الحالي، قبل زيارته إلى دمشق للقاء المقداد، لتأكيد الموقف من التطبيع، وتأييد تقديم تمويل لمشاريع تخص الكهرباء، ضمن التعافي المبكر» الذي نص عليه القرار الدولي الخاص بالمساعدات، والذي يجري العمل على تمديده قبل العاشر من الشهر الحالي. هنا، تقترح الإمارات المساهمة في تمويل مشاريع اقتصادية والكهرباء في سوريا، وفق ما تسمح به العقوبات الأميركية وقانون قيصر.
وكان لافتاً أن الأردن، الذي كان أول من فتح الأقنية على أرفع مستوى مع دمشق، ودعم توقيع هدنة الجنوب، واتفاق وقف التصعيد بين روسيا وأميركا في منتصف 2018، يقود حالياً جهوداً مع دول عربية للتوصل إلى موقف عربي مشترك يحدد المطالب العربية مقابل التطبيع، دون أن يكون مجانياً.
وأوضح مسؤول غربي: الأردن يقول إن تهريب الكبتاغون والسلاح والذخيرة عبر الحدود السورية، زاد بعد بدء التطبيع، وأن الوجود الإيراني لم يتراجع في الجنوب قرب الحدود الأردنية، إضافة إلى اتساع نشاط تنظيم الدولة “د ا ع ش” هناك، لافتاً إلى وجود مطالب بالتنسيق للضغط على دمشق لتقديم خطوات سياسية وجيوسياسية في المرحلة المقبلة.
ليبقى الشعب السوري المغلوب على أمره ينظر إلى حكومات التطبيع بأنها غدرت بآماله وأمنياته.