سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
تحدث موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، إن الاجتماع الأول رفيع المستوى بين المسؤولين الأتراك والنظام السوري في موسكو الأسبوع الماضي كان ودياً، لكن لم يتم خلاله عقد أي صفقات بين المجتمعين.
وقال الموقع في تقرير له نقلاً عن تلك المصادر، إن تركيا رفضت مطلبين لوفد الأسد في موسكو يوم الخميس الماضي، وبالمقابل قدّمت له عرضاً من بندين.
وأشار أحد المصادر المطلعة على سير المفاوضات للموقع أن تركيا رفضت بالفعل أحد مطالب النظام السوري لأساسية وهو تصنيف جميع جماعات المعارضة السورية على أنها إرهابية.
ووفقاً للمصدر، فقد طلب النظام السوري من تركيا إعلان المناطق التي تسيطر عليها “مناطق إرهاب”، وهو ما رفضه الوفد التركي أيضاً.
بالمقابل، عرضت تركيا على وفد النظام وفق ما نقل الموقع عن تلك المصادر إنشاء منطقة بعمق 30 كيلومتراً على طول الحدود التركية تكون خالية من التي تتهمها أنقرة بأنها جزء من قوات سوريا الديمقراطية .
وكذلك اقترحت تركيا على الأسد أن تساعده في إدارة عودة مليون لاجئ سوري على الأقل يقيمون في تركيا.
إلا أن تلك المطالب والعروض لم تُقابل بحماس من قبل الأطراف المعنية، في حين لم يكن وفد الأسد متحمساً للعمل المشترك مع تركيا ضد قوات سوريا الديمقراطية في سوريا، وفق الموقع.
وحول المزاعم التي أوردتها صحيفة موالية عن موافقة تركيا على سحب قواتها من شمال سوريا، قالت المصادر إن تلك الأنباء لا أساس لها من الصحة وأنها “دعاية”، متّهمة الصحيفة بإخراج تصريحات وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو من سياقها.
وبحسب خبير الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية في أنقرة، أويتون أورهان، أن اهتمام أنقرة بإصلاح العلاقات مع النظام السوري يتجاوز الانتخابات التركية.
وقال أورهان، إن “أنقرة تحسب أنه مع تعثر روسيا في أوكرانيا وانغماس إيران في احتجاجات استمرت لأشهر، فإن هذا هو أفضل وقت للتواصل مع النظام لدفعه نحو اتفاق”.
وأضاف: “تتخذ أنقرة خطوات لتخفيف التوترات لكنها تظهر العصا أيضاً.. حيث لقي العديد من عناصر قوات النظام حتفهم خلال الضربات التركية الأخيرة .
ووفق الخبير السياسي، فإن الحوار بين تركيا والنظام سيستغرق وقتاً، وأضاف: “لكن يمكنهم في البداية اتخاذ إجراءات لبناء الثقة، مثل فتح الطريق السريع M4، والذي سيكون بمثابة نعمة اقتصادية لجميع المعنيين، أو فتح الروابط التجارية بين المناطق الخاضعة للسيطرة التركية ومناطق سيطرة النظام”.
وبيّن الموقع أنه جرى أيضاً خلال اجتماع موسكو مناقشة مخطط لفتح الطريق السريع M4، الذي يمتد من معقل النظام في اللاذقية في الشمال الغربي إلى الحدود العراقية في الشمال الشرقي عبر إدلب وحلب.
وقال تشاووش أوغلو خلال رده على أسئلة الصحفيين حول اتصاله الهاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن الأخير سأله “متى نعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي، وأنه بدوره أجابه قائلاً “فلنحضر جيداً للقاء ومتى ما كنا مستعدين فلنعقده في ذلك الوقت، بحسب وكالة تركية.
وتابع: “أن لافروف سأله عما إذا كان النصف الثاني من كانون الثاني موعداً مناسباً؟ وأنه أجابه بأنه من الممكن ذلك”، لافتاً إلى أنه لم يقرروا بعد أين سيُعقد اللقاء، ومن الممكن أن يتم في بلد ثالث.