حمص – مروان مجيد الشيخ عيسى
حسبَ منظمة العفو الدولية فالنظام السوري قامَ بتنفيذ إعدامات جماعية سرية شنقاً بحق 13 ألف معتقل، غالبيتهم من المدنيين المعارضين في سجونه خلال 11 عاما منذ بداية الثورة في سورية. ثمة الكثير من السجون في سورية خاصة في العاصمة دمشق وفي كل المناطق من سوريا الـ 14 سجنها المركزي الخاص، فضلاً عن وجود سجون في المدن الرئيسية. لكن السجون والمعتقلات الأكثر فظاعة هي تلك التي تتبع الأجهزة الأمنية، والمنتشرة أيضاً في جميع المدن، وإن كان أكثرها عدداً، وأكبرها حجماً في العاصمة دمشق.
ويعتبر سجن “البالون” في حمص واحداً من بين أبرز سجون النظام، حيث يعرف السجن كغيره من السجون التابعة للنظام بقسوة تعامله مع المعتقلين ووسائل التعذيب الجسدية والنفسية المتعددة، ويقبع في هذا السجن نحو 4 آلاف معتقل من عسكريين ومدنيين، وآخرين يتم إيداعهم في السجن لحين توزيعهم على باقي السجون والأفرع الأمنية في المناطق السورية.
ويتألف السجن من 30 مهجعا يضم كل واحد منها قرابة 170 معتقل، ما بين معتقل دائم وآخر إيداع، بينما يقبع نسبة تصل 70 بالمئة من المعتقلين في السجن دون محاكمات، غالبيتهم من اللاذقية وطرطوس وحمص ودمشق ودرعا، إضافة لبانياس وجبلة، ويعمل على ضبطهم والتحكم بهم معتقلين آخرين محكومين بأحكام تصل بعضها للسجن المؤبد، وتجار “مخدرات” ومتعاملين مع تنظيم داعش .
ويروي أحد الناجين من السجن، للمرصد السوري لحقوق الإنسان ما شاهده أثناء فترة اعتقاله قائلاً، يوجد حراسة مشددة على السجن وانضباط شديد، حيث لايسمح بالكلام أو حتى الهمس بين المعتقلين، يعاني المعتقلون داخله من الإزدحام في المهاجع، حيث يضطر كل قسم من المعتقلين في المهجع الواحد على النوم بوضعية القرفصاء، بينما يبقى قسم آخر واقفاً.
ويضيف، الممرات بين المهاجع، مليئة بالمعتقلين ويتم معاملتهم بشكل سيء داخل السجن، كان هناك شخص من مدينة جبلة كان يخدم في شعبة المخابرات العسكرية في دمشق، ومعتقل بعدة تهم من أبرزها تمويل تنظيم (د ا ع ش) ، و”الخيانة العظمى” لسوريا.
ويتابع حديثه، قائلاً، بأن أحد زملاء المعتقل أخبر الأجهزة الأمنية التابعة للنظام بأنه يبيع الذخائر لتنظيم (د ا ع ش) ، في منطقة هريبشة في بادية حمص التي ينتشر فيها “التنظيم”، فاعترف بأنه قام بذلك، بعد أن تلقى أوامر من شعبة “المخابرات العسكرية” العامة بدمشق، بإرسال مواد غذائية ومحروقات إلى مناطق “التنظيم” في البادية، فقام ببيع الذخائر بعد أن خبأها في أرضية السيارة من نوع “إنتر” التي نقل فيها البضائع.
ويعد سجن البالون” أو ما يسمى أيضاً “الرباعي” من بين أكثر السجون دموية في سوريا والتي تتبع للنظام، حيث بدأت أجهزته الأمنية منذ إندلاع أحداث الثورة السورية بزج المدنيين السوريين الذين خرجوا معبرين عن رفضهم للنظام ومطالبين برحيله، وقد عرفت جميع السجون والمعتقلات ببشاعة التعذيب فيها ولاسيما سجن صيدنايا “سيء الصيت”، الذي حوله النظام لمسلخ بشري للسوريين المعارضين للنظام.
وقتل في معتقلات النظام نحو 250 ألف معتقل بحسب المعلومات المؤكدة لدى المرصد السوري لحقوق الإنسان، تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق 49398 منهم (بالأسماء)، حتى اللحظة غالبيتهم قضوا في الفترة الممتدة مابين شهر أيار 2013 وشهر نوفبمر 2015 في الفترة التي كان فيها الحرس الثوري الإيراني هو المشرف على المعتقلات.