سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
تمكنت أم، سورية و لاجئة في تركيا من العثور على طفلها الرضيع في الجزائر بعد 10 سنوات من اختفائه وانقطاع كل الأخبار عنه، وخاصة بعد وفاة والده بقصف النظام السوري على المناطق السكنية.
والأم “خنساء معمورة” 33 عاماً، التقت بابنها “محمد زيد” لأول مرة منذ 10 سنين في الجزائر بعد أن أخذه أبوه إلى أقاربه هناك على أمل أن يلتقي بزوجته لكنه قتل في سوريا حينها انقطعت أخبار الطفل عن أمه تماماً ولم تعرف كيف تصل إليه
فخنساء اعتقلت في مدينة بانياس عام 2011 أثناء دراستها في الجامعة، وأمضت 45 يوماً في السجن وكانت قبلها قد أنجبت ولدين أحدهما بعمر 4 أشهر والآخر بعمر 1.5 سنة، مضيفة أنه بعد إطلاق سراحها من السجن طلب منها النظام التجسس لصالحها في الجامعة لكنها رفضت فطلب منها حينها زوجها مهند مصري ترك الأطفال معه والذهاب إلى تركيا.
وفي اليوم التالي لفرار خنساء داهمت مخابرات النظام منزلها وعندما لم يتمكنوا من العثور عليها هددوا زوجها بأخذ الطفلين، فما كان منه إلا الهرب إلى لبنان بصحبة صغيريه، لكنه عندما لم يتمكن من العثور على عمل في بيروت ذهب للعيش مع أقاربه في الجزائر.
ولم يستطع الزوج العثور على وظيفة في الجزائر أيضاً، وكانت زوجته خنساء لم تتمكن من العبور إلى تركيا حيث انتظرته في إدلب وبعدها قررا الاجتماع في تركيا معاً، فترك زوجها مصري ابنه محمد زيد البالغ من العمر أربعة أشهر مع أقاربه وذهب إلى تركيا مع ابنه الآخر حيث التقى بزوجته هناك.
الزوجين استأجرا منزلاً في هاتاي لكن لم يكن لديهما أي أثاث فقرر عندها الزوج العودة إلى سوريا لشراء بعض الأغراض لكنه قتل خلال قصف للنظام، وقد تركت خنساء وحيدة في تركيا مع ابنها البالغ من العمر 1.5 عاما.
والأم السورية اللاجئة لم تعرف أياً من أقارب زوجها في الجزائر، حيث كان يقيم ابنها الأصغر محمد زيد فأمضت 5 سنين من حياتها وحيدة مع ابنها الآخر قبل أن تتزوج عام 2016 بمواطن تركي يدعى مصطفى أونال كان يعيش معها في نفس الحي ورزقا لاحقاً بطفلين.
وطلبت خنساء من زوجها الجديد إحضار ابنها محمد زيد إلى تركيا فباشرا معاً تعقب أخباره في الجزائر، وعرفا بعد بحث وجهد كبير أنه يقيم لدى أقاربه في مدينة مستغانم على ساحل البحر الأبيض المتوسط ويحمل هوية جزائرية.
وبعد العثور عليه تم الاتصال بأقاربه عن طريق الهاتف لكنهم زعموا أن الطفل ينتمي إليهم، لكنهم بعد إلحاح خنساء في الاتصال ورجائها أن يعيدوا لها طفلها الصغير سمحوا أخيراً لها برؤيته وأخذه، فسافرت بصحبة زوجها على الفور إلى الجزائر، حيث التقت العائلة مجدداً وسط بكاء أمه وفرحها الكبير.